ترقبوا ..... حصريا....... كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف لشريف هزاع


ترقبوا 
حصريا 


كتاب 
العذر بالجهل عقيدة السلف 
لشريف هزاع 


جاري العمل علي اخراجه في أحسن صورة ان شاء الله تعالي 

تابعونا



ترقبوا ..... حصريا....... كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف لشريف هزاع


ترقبوا ..... حصريا....... كتاب العذر بالجهل عقيدة السلف لشريف هزاع


ترقبوا 
حصريا 


كتاب 
العذر بالجهل عقيدة السلف 
لشريف هزاع 


جاري العمل علي اخراجه في أحسن صورة ان شاء الله تعالي 

تابعونا



دماء المسلمين والمتاجرة بها 





اصبح الكذب والبهتان مجانا 
اصبحت الدماء كالمياه ، يقتل القاتل ولا يبالي المهم الموقف السياسي 
وصدق النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال ( يأتي علي الناس زمان لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل )
والان الكل يتاجر بالدماء ليس المهم كم من المسلمين قتل ولكن المهم كيف نستغل هذه الدماء لصالحنا 
الجنود ماتوا وهما صايمين في سينا ايام مرسي 
الاخوان : شهداء رحمهم الله دا تدبير من الثورة المضادة علشان يحرجوا الريس
المعارضين لمرسي : الاخوان وحماس اللي قتلنهم علشان يمشوا المجلس العسكري
المسلمين ماتوا في رابعة
المؤيدين للسيسي : يستهلوا هما اللي جابوه لنفسهم
الاخوان يطالبوا الشباب بالبقاء وهم يرون انهمار الرصاص : خليك مكانك هنا عنوانك
الجنود ماتوا في سينا
المؤيدين للسيسي : لعنة الله علي الاخوان قتلوهم
الاخوان : دا السيسي هو اللي قتلهم بعتهم ليبيا ماتوا هناك وبعدين نقلهم علشان يلبسها للأخوان
الا لعنة الله علي السياسة
والناس مغيبة علي طول الخط
المعارض للأخوان معارض علي طول ولا يذكر حسنة
والمؤيد للاخوان مؤيد علي طول ولا يذكر سيئة
لما كان مرسي في الحكم كان الاخوان ومؤيدوهم مدافعين عن السياسات علي طول الخط
والمعارضون معارضون علي طول الخط
والان انقلبت الاية
اي قرار للسيسي الاخواني حاجز مقعده في خانة المعارضين
والمؤيد حاجز مقعده في خانة المؤيدين
ومش مهم ايه القرار ده المهم اعارضه وخلاص أو المهم نأيده وخلاص
وفي النهاية يدفع بالشباب نحو الهاوية بحجة الدفاع عن الدستور وعودة الرئيس و بحجة الجهاد
مظاهرات يومية معروف عاقبتها من القتل والتنكيل
ومجندين من الجيش والشرطة يقتلون
وبعد دا كله ما زال البعض يبحث عن دوافع لحمل السلاح
نقتل الجيش والشرطة علشان كفار لأ لأ مش كفار احنا هنقتلهم من باب دفع الصائل
لأ احنا هنرفع السلاح علشان ندافع عن أرضنا
المهم نرفع السلاح ونقتل وخلاص
طيب الي متي سنظل هكذا
وطبعا الكل عامل نفسه عالم ما شاء الله والكل بيفتي مع انك لو سألت أحدهم عن واجبات الوضوء أو نواقضه لن يجيب عليك اجابة صحيحة . ومع ذلك يصدر نفسه ليتكلم في مسائل لو عرضت علي عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر ، يتكلم عن الدماء ورفع سلاح المسلمين علي بعضهم
لماذا كل هذا ؟!
لماذا يتم شحن الشباب وحشو أدمغتهم بهذه الافكار
الا فليتق الله أقوام يتكلمون في مالا يعلمون وينشرون الكذب الصراح صباح ومساء من الفريقين
اللهم إني ابرء اليك من هذه الدماء
اللهم عليك بكل من أمر بالقتل أو باشر القتل أو تسبب في القتل
وطبعا تسبب في القتل دي الله أعلم بأعدادهم ومنهم قيادات الاخوان التي الي الان ترمي بالشباب الي حتفهم ثم تلعب علي دمائهم
والله المستعان

دماء المسلمين والمتاجرة بها

دماء المسلمين والمتاجرة بها 





اصبح الكذب والبهتان مجانا 
اصبحت الدماء كالمياه ، يقتل القاتل ولا يبالي المهم الموقف السياسي 
وصدق النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال ( يأتي علي الناس زمان لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل )
والان الكل يتاجر بالدماء ليس المهم كم من المسلمين قتل ولكن المهم كيف نستغل هذه الدماء لصالحنا 
الجنود ماتوا وهما صايمين في سينا ايام مرسي 
الاخوان : شهداء رحمهم الله دا تدبير من الثورة المضادة علشان يحرجوا الريس
المعارضين لمرسي : الاخوان وحماس اللي قتلنهم علشان يمشوا المجلس العسكري
المسلمين ماتوا في رابعة
المؤيدين للسيسي : يستهلوا هما اللي جابوه لنفسهم
الاخوان يطالبوا الشباب بالبقاء وهم يرون انهمار الرصاص : خليك مكانك هنا عنوانك
الجنود ماتوا في سينا
المؤيدين للسيسي : لعنة الله علي الاخوان قتلوهم
الاخوان : دا السيسي هو اللي قتلهم بعتهم ليبيا ماتوا هناك وبعدين نقلهم علشان يلبسها للأخوان
الا لعنة الله علي السياسة
والناس مغيبة علي طول الخط
المعارض للأخوان معارض علي طول ولا يذكر حسنة
والمؤيد للاخوان مؤيد علي طول ولا يذكر سيئة
لما كان مرسي في الحكم كان الاخوان ومؤيدوهم مدافعين عن السياسات علي طول الخط
والمعارضون معارضون علي طول الخط
والان انقلبت الاية
اي قرار للسيسي الاخواني حاجز مقعده في خانة المعارضين
والمؤيد حاجز مقعده في خانة المؤيدين
ومش مهم ايه القرار ده المهم اعارضه وخلاص أو المهم نأيده وخلاص
وفي النهاية يدفع بالشباب نحو الهاوية بحجة الدفاع عن الدستور وعودة الرئيس و بحجة الجهاد
مظاهرات يومية معروف عاقبتها من القتل والتنكيل
ومجندين من الجيش والشرطة يقتلون
وبعد دا كله ما زال البعض يبحث عن دوافع لحمل السلاح
نقتل الجيش والشرطة علشان كفار لأ لأ مش كفار احنا هنقتلهم من باب دفع الصائل
لأ احنا هنرفع السلاح علشان ندافع عن أرضنا
المهم نرفع السلاح ونقتل وخلاص
طيب الي متي سنظل هكذا
وطبعا الكل عامل نفسه عالم ما شاء الله والكل بيفتي مع انك لو سألت أحدهم عن واجبات الوضوء أو نواقضه لن يجيب عليك اجابة صحيحة . ومع ذلك يصدر نفسه ليتكلم في مسائل لو عرضت علي عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر ، يتكلم عن الدماء ورفع سلاح المسلمين علي بعضهم
لماذا كل هذا ؟!
لماذا يتم شحن الشباب وحشو أدمغتهم بهذه الافكار
الا فليتق الله أقوام يتكلمون في مالا يعلمون وينشرون الكذب الصراح صباح ومساء من الفريقين
اللهم إني ابرء اليك من هذه الدماء
اللهم عليك بكل من أمر بالقتل أو باشر القتل أو تسبب في القتل
وطبعا تسبب في القتل دي الله أعلم بأعدادهم ومنهم قيادات الاخوان التي الي الان ترمي بالشباب الي حتفهم ثم تلعب علي دمائهم
والله المستعان

شبهات وردود


شبهة الاستدلال بقوله تعالي  {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6]




يستدل بعض إخواننا الذين لا يعذرون بالجهل في أمور التوحيد بقوله تعالي {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6]
ووجه استدلالهم بهذه الآية أن الله تعالي سماهم مشركين مع وصفهم بالجهل وأثبت لهم وصف الشرك قبل سماعهم القرآن الذي هو حجة الله تعالي علي العباد .
الرد علي هذه الشبهه
إعلم أخي الكريم أن هذا الاستدلال باطل من وجوه
الوجه الأول :
أن هذه الآية نزلت في كفار أصليين وهذا ليس محل البحث ،وإنما محل البحث في رجل ثبت له عقد الإسلام بيقين ثم وقع في الشرك جاهلا به أنه شرك  وشتان الفارق بين الاثنين ، فهذا يسمي عند العلماء قياس مع الفارق وهو قياس فاسد ، إذ كيف يقاس مسلم أشرك جاهلا بكافر أصلي .
الوجه الثاني :
أن هؤلاء المشركين المذكورين في الآية قد قامت عليهم الحجة ، وذلك بأن الكفار الأصليين يكفي في قيام الحجة عليهم مجرد سماعهم بالنبي صلي الله عليه وسلم ودعوته ، والدليل علي ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» مسلم 1/134/153
ففي هذا الحديث بين عليه الصلاة والسلام أن مجرد السماع به وبدعوته كاف في قيام الحجة علي الكافرين الأصليين .
إذا علمت ذلك فلك أن تعلم أن هذه الآية من سورة التوبة نزلت سنة تسع وهي من أواخر ما نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم . فكيف يدعي مدعي أن هناك في هذا الوقت ـ سنة تسع ـ من كان لا يعلم ببعثة النبي صلي الله عليه وسلم  وبدعوته . كيف يوجد في جزيرة العرب من لا يعلم ببعثته  صلي الله عليه وسلم ، بعد اثنان وعشرون عاما من الدعوة . وبعد حروبهم مع النبي صلي الله عليه وسلم كغزوة بدر وأحد والاحزاب وغيرها .
إذا فالدعوي بأن هؤلاء لم تقم عليه الحجة دعوي لا دليل عليها بل هي منقوضة لاسيما وقد علمت أن قيام الحجة علي الكفار الأصليين يكفي فيها مجرد السماع فقط بالنبي صلي الله عليه وسلم وبدعوته
الوجه الثالث :
أن مشركو مكة والجزيرة قامت عليهم الحجة حتي قبل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم وذلك ببلوغ دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام إليهم ،  وليس هذا محل لبسط الأدلة علي ذلك ، ولكني سأستشهد بدليل واحد وهو ما رواه البخاري  في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، أَبَى أَنْ يَدْخُلَ البَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، فَأُخْرِجَ صُورَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ فِي أَيْدِيهِمَا مِنَ الأَزْلاَمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، لَقَدْ عَلِمُوا: مَا اسْتَقْسَمَا بِهَا قَطُّ "  البخاري 5/148/4288
فهم كانوا قد بلغتهم دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ولذلك قال النووي رحمه الله تعالي في شرحه حديث (أبي وأباك في النار )
(وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَةٌ قَبْلَ بُلُوغِ الدَّعْوَةِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ تَعَالَى وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ )
 شرح مسلم 3/79
اذا فلا حجة لإخواننا في استدلالهم بهذه الاية علي الوجه المذكور . ولله الحمد والمنه علي ما أنعم به والصلاة والسلام علي من بعثه رحمة للعالمين محمد وعلي اله وصحبه أجمعين

                                                           
                                                             كتبه / أحمد بن محمد بريقع

أخي الكريم اذا اردت مشاركة الموضوع علي صفحتك علي الفيس بوك أو تويتر أو جوجل فما عليك الا أن تضغط علي أحد الايقونات بالاسفل دمتم بكل ود جزاكم الله خيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


العذر بالجهل ...شبهة الاستدلال بقوله تعالي {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6]

شبهات وردود


شبهة الاستدلال بقوله تعالي  {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6]




يستدل بعض إخواننا الذين لا يعذرون بالجهل في أمور التوحيد بقوله تعالي {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6]
ووجه استدلالهم بهذه الآية أن الله تعالي سماهم مشركين مع وصفهم بالجهل وأثبت لهم وصف الشرك قبل سماعهم القرآن الذي هو حجة الله تعالي علي العباد .
الرد علي هذه الشبهه
إعلم أخي الكريم أن هذا الاستدلال باطل من وجوه
الوجه الأول :
أن هذه الآية نزلت في كفار أصليين وهذا ليس محل البحث ،وإنما محل البحث في رجل ثبت له عقد الإسلام بيقين ثم وقع في الشرك جاهلا به أنه شرك  وشتان الفارق بين الاثنين ، فهذا يسمي عند العلماء قياس مع الفارق وهو قياس فاسد ، إذ كيف يقاس مسلم أشرك جاهلا بكافر أصلي .
الوجه الثاني :
أن هؤلاء المشركين المذكورين في الآية قد قامت عليهم الحجة ، وذلك بأن الكفار الأصليين يكفي في قيام الحجة عليهم مجرد سماعهم بالنبي صلي الله عليه وسلم ودعوته ، والدليل علي ذلك ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» مسلم 1/134/153
ففي هذا الحديث بين عليه الصلاة والسلام أن مجرد السماع به وبدعوته كاف في قيام الحجة علي الكافرين الأصليين .
إذا علمت ذلك فلك أن تعلم أن هذه الآية من سورة التوبة نزلت سنة تسع وهي من أواخر ما نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم . فكيف يدعي مدعي أن هناك في هذا الوقت ـ سنة تسع ـ من كان لا يعلم ببعثة النبي صلي الله عليه وسلم  وبدعوته . كيف يوجد في جزيرة العرب من لا يعلم ببعثته  صلي الله عليه وسلم ، بعد اثنان وعشرون عاما من الدعوة . وبعد حروبهم مع النبي صلي الله عليه وسلم كغزوة بدر وأحد والاحزاب وغيرها .
إذا فالدعوي بأن هؤلاء لم تقم عليه الحجة دعوي لا دليل عليها بل هي منقوضة لاسيما وقد علمت أن قيام الحجة علي الكفار الأصليين يكفي فيها مجرد السماع فقط بالنبي صلي الله عليه وسلم وبدعوته
الوجه الثالث :
أن مشركو مكة والجزيرة قامت عليهم الحجة حتي قبل بعثة النبي صلي الله عليه وسلم وذلك ببلوغ دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام إليهم ،  وليس هذا محل لبسط الأدلة علي ذلك ، ولكني سأستشهد بدليل واحد وهو ما رواه البخاري  في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، أَبَى أَنْ يَدْخُلَ البَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، فَأُخْرِجَ صُورَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ فِي أَيْدِيهِمَا مِنَ الأَزْلاَمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، لَقَدْ عَلِمُوا: مَا اسْتَقْسَمَا بِهَا قَطُّ "  البخاري 5/148/4288
فهم كانوا قد بلغتهم دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ولذلك قال النووي رحمه الله تعالي في شرحه حديث (أبي وأباك في النار )
(وَفِيهِ أَنَّ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الْعَرَبُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَلَيْسَ هَذَا مُؤَاخَذَةٌ قَبْلَ بُلُوغِ الدَّعْوَةِ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ كَانَتْ قَدْ بَلَغَتْهُمْ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ تَعَالَى وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ )
 شرح مسلم 3/79
اذا فلا حجة لإخواننا في استدلالهم بهذه الاية علي الوجه المذكور . ولله الحمد والمنه علي ما أنعم به والصلاة والسلام علي من بعثه رحمة للعالمين محمد وعلي اله وصحبه أجمعين

                                                           
                                                             كتبه / أحمد بن محمد بريقع

أخي الكريم اذا اردت مشاركة الموضوع علي صفحتك علي الفيس بوك أو تويتر أو جوجل فما عليك الا أن تضغط علي أحد الايقونات بالاسفل دمتم بكل ود جزاكم الله خيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


ككلمة كلمة للشباب في الجهاد والعمليات الانتحارية والتفجيرية لفضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي




كلم

كلمة للشباب في الجهاد والعمليات الانتحارية والتفجيرية

لفضيلة الشيخ الدكتور عبد العظيم بدوي .

من درس الاربعاء الماضي الموافق 28 ذو الحجة 1435 ، 22/10/2014

في شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي شرح جامع الترمذي عند قوله صلي الله عليه وسلم (رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ )

قال حفظه الله تعالي

((الجهاد ذروة سنام الإسلام ، الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله .

ما هو الجهاد في سبيل الله ؟

الجهاد هو قتال أعداء الله ، الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ورفضوا الدخول في الإسلام ودفع الجزية ،إذاً يقاتلوا حتى يقبلوا أحد الأمرين

ولا يرفع راية الجهاد إلا أمير المسلمين ولا يفتح باب الجهاد إلا أمير المسلمين

ومن شر ما ابتلي به الشباب في هذه الأيام في كل بلاد المعمورة فهمهم الجهاد فهما خاطئا ، فحملوا السيف علي المسلمين في بلادهم وغير بلادهم وتركوا الكفار والمشركين وظنوا أنهم بذلك يجاهدون في سبيل الله ، وإنما هذا من تلبيس إبليس وعمل من عمل الشيطان ،

قتلوا أهل التوحيد وتركوا أهل الأوثان كما أخبر النبي عليه صلي الله عليه وسلم .

ظن الشباب أن هذه العمليات الانتحارية والتفجيرية ، يأخذ حزام ناسف أو يأخذ قنبلة ويدخل في ميدان عام في أي مكان ويفجر نفسه ، بهذا يعتبر نفسه يجاهد في سبيل الله

هذا الإنسان لبس عليه إبليس ووجبت له النار لارتكابه ثلاثة جرائم

(قتل نفسه) وأنتم تعلمون أن النبي صلي الله عليه وسلم أخبر أن قاتل نفسه في النار يعذب بما قتل به نفسه ، إذا كان شرب سما فكأس سمه في يده يتحساه في نار جهنم ، وإذا كان تردي من جبل فهو في نار جهنم يتردي ، وإذا كان قد ضرب نفسه بحديده (سكينه) فكذلك هو في النار

ثم هو إذا قتل فقد (يقتل مسلمين وقد يقتل معاهدين ) قال النبي صلي الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنه ) ،وأما قتل المؤمن ربنا قال في قتله ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) .

فالواجب علي شباب المسلمين أن يعلموا أن الخير كل الخير في الرجوع إلي كبار العلماء فالبركة مع الأكابر ، البركة مع الأكابر ، وما ضل الشباب إلا حين التمسوا العلم من الأصاغر وتركوا أخذ العلم عن الأكابر، فضلوا وأضلوا وأودوا بحياة أنفسهم يرجون بذلك الجنة فضلوا عن سواء السبيل .

الجهاد لا يكون إلا لتكون كلمة الله هي العليا ،ولا يكون إلا بإذن الإمام ولا يكون إلا برفع الإمام الراية قال تعالي (ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله) فالجهاد في سبيل الله لابد له من أمير وراية ، ولذلك أخذنا في الطحاوية زمان (والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين بَرِّهِم وفاجِرِهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما)

فلا يرفع راية الجهاد إلا الإمام ولا يفتح بابه إلا الإمام ، ومن ولج من غير الباب كسر به ، من ولج من غير الباب كسر به

نسأل الله تعالي أن يهدي شبابنا ويصلح أحوالهم ويهديهم سواء السبيل ))
لتحميل المقطع الصوتي اضغط علي الايقونة بالاسفل



أخي الكريم يمكنك مشاركة هذه المادة علي حسابك فيس بوك أو تويتر أو جوجل وذلك بالضغط علي أحد الايقونات أسفل الموضوع مباشرة تقبلوا تحياتي دمتم بكل ود وجزاكم الله خيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


كلمة للشباب في الجهاد والعمليات الانتحارية والتفجيرية لفضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي

ككلمة كلمة للشباب في الجهاد والعمليات الانتحارية والتفجيرية لفضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي




كلم

كلمة للشباب في الجهاد والعمليات الانتحارية والتفجيرية

لفضيلة الشيخ الدكتور عبد العظيم بدوي .

من درس الاربعاء الماضي الموافق 28 ذو الحجة 1435 ، 22/10/2014

في شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي شرح جامع الترمذي عند قوله صلي الله عليه وسلم (رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ )

قال حفظه الله تعالي

((الجهاد ذروة سنام الإسلام ، الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله .

ما هو الجهاد في سبيل الله ؟

الجهاد هو قتال أعداء الله ، الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ورفضوا الدخول في الإسلام ودفع الجزية ،إذاً يقاتلوا حتى يقبلوا أحد الأمرين

ولا يرفع راية الجهاد إلا أمير المسلمين ولا يفتح باب الجهاد إلا أمير المسلمين

ومن شر ما ابتلي به الشباب في هذه الأيام في كل بلاد المعمورة فهمهم الجهاد فهما خاطئا ، فحملوا السيف علي المسلمين في بلادهم وغير بلادهم وتركوا الكفار والمشركين وظنوا أنهم بذلك يجاهدون في سبيل الله ، وإنما هذا من تلبيس إبليس وعمل من عمل الشيطان ،

قتلوا أهل التوحيد وتركوا أهل الأوثان كما أخبر النبي عليه صلي الله عليه وسلم .

ظن الشباب أن هذه العمليات الانتحارية والتفجيرية ، يأخذ حزام ناسف أو يأخذ قنبلة ويدخل في ميدان عام في أي مكان ويفجر نفسه ، بهذا يعتبر نفسه يجاهد في سبيل الله

هذا الإنسان لبس عليه إبليس ووجبت له النار لارتكابه ثلاثة جرائم

(قتل نفسه) وأنتم تعلمون أن النبي صلي الله عليه وسلم أخبر أن قاتل نفسه في النار يعذب بما قتل به نفسه ، إذا كان شرب سما فكأس سمه في يده يتحساه في نار جهنم ، وإذا كان تردي من جبل فهو في نار جهنم يتردي ، وإذا كان قد ضرب نفسه بحديده (سكينه) فكذلك هو في النار

ثم هو إذا قتل فقد (يقتل مسلمين وقد يقتل معاهدين ) قال النبي صلي الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنه ) ،وأما قتل المؤمن ربنا قال في قتله ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) .

فالواجب علي شباب المسلمين أن يعلموا أن الخير كل الخير في الرجوع إلي كبار العلماء فالبركة مع الأكابر ، البركة مع الأكابر ، وما ضل الشباب إلا حين التمسوا العلم من الأصاغر وتركوا أخذ العلم عن الأكابر، فضلوا وأضلوا وأودوا بحياة أنفسهم يرجون بذلك الجنة فضلوا عن سواء السبيل .

الجهاد لا يكون إلا لتكون كلمة الله هي العليا ،ولا يكون إلا بإذن الإمام ولا يكون إلا برفع الإمام الراية قال تعالي (ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله) فالجهاد في سبيل الله لابد له من أمير وراية ، ولذلك أخذنا في الطحاوية زمان (والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين بَرِّهِم وفاجِرِهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما)

فلا يرفع راية الجهاد إلا الإمام ولا يفتح بابه إلا الإمام ، ومن ولج من غير الباب كسر به ، من ولج من غير الباب كسر به

نسأل الله تعالي أن يهدي شبابنا ويصلح أحوالهم ويهديهم سواء السبيل ))
لتحميل المقطع الصوتي اضغط علي الايقونة بالاسفل



أخي الكريم يمكنك مشاركة هذه المادة علي حسابك فيس بوك أو تويتر أو جوجل وذلك بالضغط علي أحد الايقونات أسفل الموضوع مباشرة تقبلوا تحياتي دمتم بكل ود وجزاكم الله خيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



يحرم على العامة وصغار طلاب العلم أن يحكموا بالكفر على مسلم معيَّن


موانع التكفير / موانع تكفير المعين


كتاب مختصر تسهيل العقيدة الاسلامية لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين حفظه الله من الكتب المبسطة في العقيدة . وأتذكر جيدا أنه كان يوزع قديما كهدية مع مجلة التوحيد في مسجد النور بالشين بإشراف من والدنا وشيخنا فضيلة الشيخ الدكتورعبد العظيم بدوي حفظه الله تعالي

وقد وقفت فيه علي كلام مهم جدا في مسائل التكفير فأردت أن انقله لكم لاسيما في هذا الوقت الذي اطل التكفير فيه بوجه القبيح فتجد الان من الشباب من لا يحسن يتوظأ ولا يعرف حتي نواقض الوضوء تجده يتكلم في مسائل التكفير فلان كافر العالم الفلاني منافق وفلان كذ وفلان كذا والله المستعان
وإن شاء الله اضع للشيخ ترجمة قريبا علي هذه المدونة
واترككم الان مع كلام الشيخ
قال حفظه الله تعالي
وعلى وجه العموم فمسألة تكفير المعيَّن مسألة كبيرة من مسائل الاجتهاد التي تختلف فيها أنظار المجتهدين، وللعلماء فيها أقوال وتفصيلات ليس هذا موضع بسطها.
ولهذا ينبغي للمسلم أن لا يتعجل في الحكم على الشخص المعين أو الجماعة المعينة بالكفر حتى يتأكد من وجود جميع شروط الحكم عليه بالكفر، وانتفاء جميع موانع التكفير في حقه، وهذا يجعل مسألة تكفير المعين من مسائل الاجتهاد التي لا يحكم فيها بالكفر على شخص معين أو جماعة أو غيرهم من المعيَّنين إلا أهل العلم الراسخون فيه، لأنه يحتاج إلى اجتهاد من وجهين:
الأول: معرفة هل هذا القول أو الفعل الذي صدر من هذا المكلف مما يدخل في أنواع الكفر الأكبر أم لا؟.
والثاني: معرفة الحكم الصحيح الذي يحكم به على هذا المكلف، وهل وجدت جميع أسباب الحكم عليه بالكفر وانتفت جميع الموانع من تكفيره أم لا؟.
والحكم على المسلم بالكفر وهو لا يستحقه ذنب عظيم؛ لأنه حكم عليه بالخروج من ملة الإسلام، وأنه حلال الدم والمال، وحكم عليه بالخلود في النار إن مات على ذلك، ولذلك ورد الوعيد الشديد في شأن من يحكم على مسلم بالكفر، وهو ليس كذلك، فقد ثبت عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ".
ولذلك كله فإنه يجب على المسلم الذي يريد لنفسه النجاة أن لا يتعجل في إصدار الحكم على أحد من المسلمين بالكفر أو الشرك.
كما أنه يحرم على العامة وصغار طلاب العلم أن يحكموا بالكفر على مسلم معيَّن أو على جماعة معيَّنة من المسلمين أو على أُناس معينين من المسلمين ينتسبون إلى مذهب معيَّن دون الرجوع في ذلك إلى العلماء.
كما أنه يجب على كل مسلم أن يجتنب مجالسة الذين يتكلمون في مسائل التكفير وهم ممن يحرم عليهم ذلك لقلة علمهم؛ لأن كلامهم في هذه المسائل من الخوض في آيات الله، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 68] .

ا.هـ

من كتاب مختصر تسهيل العقيدة الاسلامية  صفحة 81،80،97


لا تنسي أخي الحبيب أذا اردت مشاركة الموضوع في الفيس أو تويتر أو جوجل فعندك ايقونات المشاركة أسفل الموضوع مباشرة فقط اضغط علي الايقونة وشارك الموضوع 
دمتم بكل ود
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحرم على العامة وصغار طلاب العلم أن يحكموا بالكفر على مسلم معيَّن .. لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين حفظه الله


يحرم على العامة وصغار طلاب العلم أن يحكموا بالكفر على مسلم معيَّن


موانع التكفير / موانع تكفير المعين


كتاب مختصر تسهيل العقيدة الاسلامية لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين حفظه الله من الكتب المبسطة في العقيدة . وأتذكر جيدا أنه كان يوزع قديما كهدية مع مجلة التوحيد في مسجد النور بالشين بإشراف من والدنا وشيخنا فضيلة الشيخ الدكتورعبد العظيم بدوي حفظه الله تعالي

وقد وقفت فيه علي كلام مهم جدا في مسائل التكفير فأردت أن انقله لكم لاسيما في هذا الوقت الذي اطل التكفير فيه بوجه القبيح فتجد الان من الشباب من لا يحسن يتوظأ ولا يعرف حتي نواقض الوضوء تجده يتكلم في مسائل التكفير فلان كافر العالم الفلاني منافق وفلان كذ وفلان كذا والله المستعان
وإن شاء الله اضع للشيخ ترجمة قريبا علي هذه المدونة
واترككم الان مع كلام الشيخ
قال حفظه الله تعالي
وعلى وجه العموم فمسألة تكفير المعيَّن مسألة كبيرة من مسائل الاجتهاد التي تختلف فيها أنظار المجتهدين، وللعلماء فيها أقوال وتفصيلات ليس هذا موضع بسطها.
ولهذا ينبغي للمسلم أن لا يتعجل في الحكم على الشخص المعين أو الجماعة المعينة بالكفر حتى يتأكد من وجود جميع شروط الحكم عليه بالكفر، وانتفاء جميع موانع التكفير في حقه، وهذا يجعل مسألة تكفير المعين من مسائل الاجتهاد التي لا يحكم فيها بالكفر على شخص معين أو جماعة أو غيرهم من المعيَّنين إلا أهل العلم الراسخون فيه، لأنه يحتاج إلى اجتهاد من وجهين:
الأول: معرفة هل هذا القول أو الفعل الذي صدر من هذا المكلف مما يدخل في أنواع الكفر الأكبر أم لا؟.
والثاني: معرفة الحكم الصحيح الذي يحكم به على هذا المكلف، وهل وجدت جميع أسباب الحكم عليه بالكفر وانتفت جميع الموانع من تكفيره أم لا؟.
والحكم على المسلم بالكفر وهو لا يستحقه ذنب عظيم؛ لأنه حكم عليه بالخروج من ملة الإسلام، وأنه حلال الدم والمال، وحكم عليه بالخلود في النار إن مات على ذلك، ولذلك ورد الوعيد الشديد في شأن من يحكم على مسلم بالكفر، وهو ليس كذلك، فقد ثبت عن أبي ذر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك ".
ولذلك كله فإنه يجب على المسلم الذي يريد لنفسه النجاة أن لا يتعجل في إصدار الحكم على أحد من المسلمين بالكفر أو الشرك.
كما أنه يحرم على العامة وصغار طلاب العلم أن يحكموا بالكفر على مسلم معيَّن أو على جماعة معيَّنة من المسلمين أو على أُناس معينين من المسلمين ينتسبون إلى مذهب معيَّن دون الرجوع في ذلك إلى العلماء.
كما أنه يجب على كل مسلم أن يجتنب مجالسة الذين يتكلمون في مسائل التكفير وهم ممن يحرم عليهم ذلك لقلة علمهم؛ لأن كلامهم في هذه المسائل من الخوض في آيات الله، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 68] .

ا.هـ

من كتاب مختصر تسهيل العقيدة الاسلامية  صفحة 81،80،97


لا تنسي أخي الحبيب أذا اردت مشاركة الموضوع في الفيس أو تويتر أو جوجل فعندك ايقونات المشاركة أسفل الموضوع مباشرة فقط اضغط علي الايقونة وشارك الموضوع 
دمتم بكل ود
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تنبيهات مهمة حول موقف المسلم تجاه الفتن الجارية





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه تنبيهات على بعض الأمور المهمة المتعلقة بطريقة أهل السنة والجماعة في التعامل مع الأحداث والفتن الجارية، وأنا سأذكر بعض الأمور في صورة نقاط مختصرة:
من الأمور المهمة في ظل هذه الأحداث، وفي ظل غيرها من الفتن: هو التزام النصوص، والوقوف عليها وترك الأمور الظنية، فإن المقام مقام فتنة، والفتنة أمور مشتبهة، فالإنسان يلزم ما يعلم، ويترك ما يظن، وهذه قضية مهمة، فبناء الأحكام عند الفتن إنما يكون على ما هو معلوم، لا على ما هو موهوم أو مظنون، ولذلك أهل السنة والجماعة لما كانوا على بينة من عقيدتهم نهوا عن المناظرات والمجادلات؛ لأنها أمور ظنية وموهومة، ومن وقف على النص وثبت عنده كلام الله عز وجل، ونص الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج إلى كلام أحد بعد ذلك، كما قال الله – تبارك وتعالى -: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ}[الأنعام:57]، أنا على بينة إذ جاءني الوحي فلا حاجة للجدال ولا للنقاش، ولذلك كان السلف – رحمهم الله – يتركون المناظرات، وكما كان يقول أيوب السختياني وغيره إذا أتاه رجل ليناظره: “أما أنا فعلى بينة من ديني، وأما أنت فشاك فاذهب إلى شاك مثلك”
.فالسلف – رحمهم الله – نهوا عن ذلك لما وقفوا على النصوص الثابتة عندهم، وبيّن الله تبارك وتعالى أنه عند ثبوت الحق وثبوت النص يجب الوقوف عليه؛ لاسيما عند اشتباه الأمور.قال – تبارك وتعالى -: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}[النجم:23]، أي: اتبعوا الظن وما تهواه الأنفس، وتركوا ما أنزله الله – تبارك وتعالى -، فالذي ينبغي عند الفتن هو الوقوف على النص وترك الأشياء الموهومة، ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل العلم قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من قلوب العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء».ثم انظر إلى الحديث كيف بيّن الفرق بين العالم و غيره إذ قال: «حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جُهالًا يفتون برأيهم فضلوا وأضلوا».تأملوا قوله: «يفتون برأيهم» مما يدل على أن العالم يفتي بالعلم وبالنص، ولا يفتي بالرأي، فالإفتاء بالرأي والظنون والأوهام من أسباب الضلال، وفي ذلك أيضًا أثر حذيفة رضي الله عنه المشهور عندما قال: (إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون) يبدأ يقدم رأيه وما يظنه، والمصلحة تقتضي كذا، ولو تركنا كذا لحصل كذا، وهذه الخطة يراد منها كذا، وترك هذا . . ؛ كل هذا من الأمور الظنية الموهومة، انظر إلى تقرير الدولة الفلانية، وهذا التقرير كذا، وفلان صرح بكذا، كلها أمور ظنية، أقوال يريدون بها هدم النصوص، فمن وقف على النص وقف على الحق لاسيما عند الأمور المشتبهة، فأخوف ما يُخاف على الأمة أن يؤثروا الرأي على النص.
ولذلك يقول ابن تيمية – رحمه الله – في كلام له جميل: (والعجب من قوم أرادوا نصر الشرع بعقولهم الناقصة، وأقيستهم الفاسدة فكان ما فعلوه ممرًا جر الملحدين أعداء الدين عليه، فلا للإسلام نصروا ولا للأعداء كسروا).
فلا ينخدع المسلم في ظل الفتن بالتحليلات السياسية والتوقعات والتخرصات وقراءة الأحداث، وإنما يقف على النص، وقد يُخوّف ويقال له: إن تركنا كذا سيحصل كذا، وإن تركنا كذا فإن الخطة يراد بها كذا، ما أدرانا أنه سيحصل كذا وأنه سيحصل كذا؟! جاءني النص أقف معه، ومن وقف مع النص وقف مع الهدى، ولابد أن تكون عاقبته إلى خير، ومن ظن واعتقد أن من يقف مع النصوص أن عاقبته ستكون إلى شر فهذا سوء ظن بالله – تبارك وتعالى – فكل من وقف مع النصوص فاعلم أن عاقبته إلى خير، وإنما الشر يأتي من الوقوف على الظنون، فبناء الأحكام إنما يكون على ما هو معلوم.
وأنا أذكر لكم مثالًا يوضح ذلك: نحن نعرف قطعًا بحرمة الخروج، ونعلم قطعًا بحرمة المظاهرات، والثورات، وخطورة إقحام العامة في أمور الخاصة، وأنه لا يجوز المنازعة، ونعلم قطعًا أن السلف – رحمهم الله – نهوا عن الانخراط في المنازعة التي تكون بين الملوك، وأن يشترك الإنسان بنصرة فلان على فلان، نعلم هذا قطعًا ولذلك فإننا نقف عند هذا، ونقول: يا جماعة نحن ننهى عن الخروج، وننهى عن الثورة، سواء كان هذا ظالمًا أو كان مظلومًا، وسواء كان هو فلان أحق بالملك من فلان أو العكس.
الشاهد أننا ننها عن مثل هذه الأمور، ونعلم ذلك من النصوص قطعًا، ونعلم حرمة الدماء، وأن الشريعة جاءت بتحريم الدماء، وجاءت بالدعوة إلى الصلح، وجاءت بالتنازل عن الحق في سبيل جمع الكلمة، نعلم هذا قطعًا، والنصوص جاءت بهذا، فنحن نقف عندها ولا نتجاوزها إلى أمور مظنونة هي من قبيل الرأي لا النص.
فإذا قال لنا قائل: إن تركنا كذا حصل كذا، فإننا نقول: هذا أمر مظنون، وموهوم، وأنا عندي نص أقف معه، وهذا من الأمور المهمة وهو أن يوقف على النصوص في وقت الفتن، وأن لا نخوض فيما يسمى بالتحليلات السياسية.
فبعض الناس ربما يبني رأيه على التحليل السياسي، يبني رأيه يقول: انظر ماذا قال فلان؟ انظر ماذا كتبت الجريدة الفلانية؟ هل هذا مما تُبنى عليه الأحكام الشرعية؟ الأحكام الشرعية إنما تُبنى على النصوص، لاسيما عند اشتباه الأمور.
الأمر الثاني: عند الفتن لابد من التأمل في سير السلف، والنظر في كلام العلماء وتتبع آرائهم ومواقفهم في الفتن التي جرت في بلاد المسلمين.
وهذا ما أرشدنا الله – تبارك وتعالى –كما في قوله جل وعلا: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} أي: نشروه وتكلموا فيه بلا روية، فهذا يقول: يجب أن نجاهد، وذاك يقول: يجب كذا وكذا، ويجب كذا وكذا . . فقال الله تعالى مؤدباً لهم: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء:83]، وفي هذه قاعدة أدبية كما ذكر السعدي – رحمه الله – بأن الأمور لاسيما العامة إنما تُرد إلى أهل الشأن والاختصاص والعلماء والأمراء الذين يسوسون في الدين ويسوسونهم في الدنيا.
فلابد من التأمل في هذا، وقد مرت على المسلمين ويلات كثيرة، وفتن متنوعة، من أشهر هذه الفتن فتنة ابن الأشعث الذي قُتل فيها أكثر من مائة ألف، منهم أربعة آلاف عالم وعابد، أربعة آلاف عالم وعابد قُتلوا صبرًا في هذه الفتنة التي دخل فيها أناس من أهل العلم، بل من أكابر أهل العلم في ذلك الزمان، لكنها كانت فتنة، واتفق العلماء على تسميتها فتنة.
وممن وقف في تلك الفتنة أمام هذه الموجات والثورات وهذه الظنون والأوهام في مقابلة النصوص الحسن البصري – رحمه الله – وقد جرت بينه وبين هؤلاء أشياء كثيرة، لكن انظر لهؤلاء، أتوه مرة فأرادوا الثورة وتكلموا فنهاهم عن ذلك وقال: “إن يكن الحجاج غضبًا من الله فإنكم لن تردوا غضب الله يأسيافكم، وإن يكن بلاء” أي: إن كنتم صالحين لكن الله ابتلاكم به “فاصبروا حتى يكشف الله ما بكم”، ماذا قال هؤلاء؟ خرجوا من عنده وقالوا: أنطيع هذا العلج؟ هذا العلج نطيعه؟! وتركوا قوله وذهبوا فقُتلوا عن آخرهم، وهكذا إذا أفتى العالم في النازلة قال المفتونون: أنطيع هذا! أنطيع فلان الذي لا يفقه الواقع! فانظر إلى حال أهل الثورة والهيجان إذا أفتاهم العالم الراسخ، قالوا: نطيع هذا العِلج، فماذا كانت خاتمتهم؟ خاتمتهم قتل، وإبادة، وفتنة.
فلابد من مراجعة العلماء والربانيين أهل العلم، والخبرة، والدراية، ولابد من نشر كلامهم، وإذاعته تحذيراً للناس من الفتنة، فالواجب على طلبة العلم وعلى الدعاة أن ينشروا كلام العلماء إذا تكلموا في الفتن، وأن ينشروا وصاياهم، وينشروا ما ينصحون به الناس؛ لأنه بهذا تنتظم الأمور.
والأمر الثالث: ترك العجلة وعدم التسرع في إصدار الأحكام واتخاذ المواقف، فبعض الناس عَجِلٌ في الأحكام، لاسيما في الفتن التي هي أمور مشتبهة، وقد لا يحيط بكثير من جوانبها، وقد يظهر لهم عشر معشار حقيقتها، وقد يعلم شيئًا وتخفى عنه أشياء، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالرفق وقال: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه» ولا شك أن الرفق والتأني لاسيما في الفتن التي يترتب على الإقدام فيها والخطأ ضياع الأمة وضياع الدولة، وسفك الدماء فلاشك أن هذا يوجب التأني. وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنها ستكون أمور مشتبهة فعليكم بالتؤدة)، أمور مشتبهة تشتبه على الناس عليكم بالتؤدة والتأني.وقال علي رضي الله عنه: (لا تكون عُجُلًا مذاييع بُذرًا، فإن من ورائكم بلاء مبرحًا وأمورًا متماحلة رُدحًا) لا تكونوا عُجلًا أي: سريعين في إصدار الأحكام.
 (مذاييع) تنشرون الشر وتنشرون القول: قال فلان، وقال فلان ،ومنه ما يسمى اليوم بالتغريد .(بذرًا) تبذرون الشر.(فإن من ورائكم بلاء مبرحًا) بلاءاً شديداً.(وأمورًا متماحلة) طويلة، (ردحًا) عظيمة ثقيلة على النفوس، وهذا يوجب التأني والرفق. والفتن من خطرها أنها تُشبّه كما قال الحسن وغيره: “إذا أقبلت الفتنة شَبَّهت، وإذا أدبرت أسفرت”.”إذا أقبلت شبهت”: اشتبهت على الناس، لكن متى تسفر ويعرف الناس أنها كانت فتنة؟ إذا أدبرت وعصفت بالأمة. ولذلك قيل: ما تشبيهها؟ قال: سل السيف. وما إسفارها؟ قال: غمد السيف. لكن متى؟ بعدما تعصف.وقال الحسن البصري: “إذا أقبلت الفتنة عرفها العالم، وإذا أدبرت عرفها الجاهل”.العالم يقول: فتنة، اتقوا الله، الزموا بيوتكم، كفوا ألسنتكم، ولكن للأسف الناس لا تسمع، ولا تطيع، ثم إذا عصفت بهم وجرت عليهم الويلات قالوا: نعم، لقد كنا في فتنة.
وما دخل أحد حتى العلماء في فتنة إلا لم يُحمد موضعه وموقعه.
يقول ابن تيمية – رحمه الله -: (هكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال)، والذين دخلوا في فتنة ابن الأشعث عدد كبير منهم علماء وأئمة. ويقول أيوب السختياني – رحمه الله -: (لا أعلم أحدًا منهم قُتل إلا قد رُغِب له عن مصرعه، ولا نجى منهم أحد إلا حمد الله الذي سلمه).
وفي ذلك يقول قتادة – رحمه الله – أثرًا جميلاً: يقول: “قد رأينا والله أقوامًا يسرعون إلى الفتنة وينزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله، ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين أمسكوا أطيب نفسًا وأثلج صدورًا، وأخف ظهورًا من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك الذين دخلوا في الفتن حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وأيم الله لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير، والله ما بُعثت فتنة قط إلا في شبهة وريبة”.
هذا كلام نفيس من قتادة – رحمه الله – وقد عاصر فتنة ابن الأشعث – .
ومن الأمور المهمة أيضًا: أن نعرف أنه لم يدخل أحد في فتنة إلا ونقص قدره عند الناس، ما دخل أحد من الدعاة أو من طلبة علم في هذه الفتن وخاض فيها إلا نقص قدره عند الناس.يقول عبد الله بن عمرو – رحمه الله -: “كان مسلم بن يسار عند الناس أرفع من الحسن البصري، فلما وقعت الفتنة خف مسلم فيها – أي: أسرع – وأبطئ عنها الحسن – أي: لم يدخل – فأما مسلم فإنه اتضع – أي: نزل قدره عند الناس – وأما الحسن فإنه ارتفع.
ولذلك ندم مسلم بن يسار – رحمه الله – ندمًا على دخوله في الفتنة، يقول: مسلم بن يسار بعدما كانت فتنة ابن الأشعث يقول لأبي قلابة – رحمه الله -: “يا أبا قلابة إني أحمد الله لأني لم أرم فيها بسهم، ولم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف. يعني: أنه مشى معهم، لكن ما شارك في القتال.فقال له أبو قلابة – رحمه الله -: “يا أبا عبد الله فكيف بمن رآك واقفًا في الصف؟!” أي: أنت عالم ومعروف بين الناس، ومكانتك معروفة فكيف بمن رآك بين الصفين؟ فقال: هذا مسلم بن يسار والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق. وقوفك بين الصفين وحضورك بنفسك، وقيامك مع هؤلاء لاشك أنه من أعظم الأمور، قال: “فبكى مسلم بن يسار، لما نبهه على هذا الأمر، فبكى حتى تمنيت أني لم أقل له شيئا”.
فبعض الناس اليوم يدخل مع هؤلاء المتظاهرين، يظن ويزعم أن فعله نصرة للحق ودفاعاً عن الدماء التي سالت، ودفعًا لأهل الفساد والشر، ولاشك أن هذا هو عين الفتنة وهو أن يرى الناس طالب العلم، أو الرجل الذي يعرف عند الناس وله قدر بينهم يكون مع هؤلاء الغوغاء وبين الناس الذين قد خدعوا وغرر بهم في الخروج إلى الميادين والطرقات، فما دخل أحد هذه الفتن إلا وقد نقص قدره عند الناس.
ومن الأمور أيضًا المهمة – وهذه قضية مهمة جدًا -: أنه لابد أن نحذر من كثرة النظر في الباطل وكلام أهل الباطل وتقعيداتهم من المبتدعة والمفتونين عبر قنواتهم؛ لأن كثرة النظر في الباطل تزعزع الثقة في الحق، وهذا أمر مجرب، قد رأينا أثره، فإن بعض الناس قد تغير فكره وانحرف منهجه بسبب كثرة قراءته لكلام أهل الباطل، فتزعزعت ثقته بالحق وبالنصوص، ولأجل ذلك نهى أهل السنة والجماعة عن الجلوس مع أهل البدع، وعن استماع كلامهم، حتى لو كان الإنسان يعلم أنهم مبتدعة، ويعرف كشف شبهاتهم، لماذا؟ لأن كثرة سماع الباطل لها محاذير خطيرة، منها: أنها تهون الباطل في قلب العبد، ثم تزعزع الثقة بالحق عنده، وبعض الناس اليوم وبعض الشباب تجدهم ينظرون في تغريدة فلان وفلان، ليس لمصلحة شرعية، كأن يريد التعرف على باطله ليرد عليه،ولكن لأجل الفضول، فينظر: ماذا كتب فلان؟ وماذا قال؟ تجده يتابع هؤلاء ويتابع فلان وفلان، وينظر في مقال فلان وفلان فضولاً، وفاعل هذا بعض فترة لابد أن يتأثر قلبه فيبدأ يستهين بما كان يستعظمه، وهذا أول علامات الانتكاس: وهو أن يستقبح الإنسان ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان يستقبح، وهذا كما ذكر حذيفة رضي الله عنه علامة الدخول في الفتنة، فعلامة الدخول في الفتنة أنه يرى حلالًا ما كان يراه حرامًا، ويرى حرامًا ما كان يراه حلالًا.وهذه القضية قضية مهمة جدًا، لا تصغي أذنك لكل أحد في الفتنة، ولا تقرأ لكل أحد، لا تتابع اليوم في تويتر فلان وفلان، لا يتابع هؤلاء إلا من أراد أن يعرف حالهم حتى يرد عليهم، أو ما شابه ذلك.أما أن يقرأ لمجرد القراءة فإن هذه يؤثر في القلوب، هذه قضية لابد أن نتثبت منها، وكم من الناس من كان يقول قولًا ثم بعد مدة وجدناه يقول بخلاف ما يقول، والسبب في ذلك أنه أدمن قراءة كلام أهل الباطل وأهل الزيغ.
الأمر السادس: الحذر من إعمال العمومات وقت الفتن وتنزيلها على الوقائع، كمن يأتي إلى حديث عام مثل: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» وما شابه هذه الأحاديث العامة ثم تُنزل على الفتن، وتنزل على وقائع معينة، ولكن عند الفتن قف على النصوص الخاصة، والأحاديث الخاصة في الفتن والخاصة بهذه المسائل، لا تُعمل العموم في مسألة تشتبه فيها الأفهام وتختلف فيها الأذهان، ولكن قف على ما جاء في النصوص الخاصة، فأهل الباطل يروجون الباطل بمثل هذه العمومات، فيقال مثلا: يا أخي هذا ظلم، والشريعة جاءت بنصر المظلوم: “انصر أخاكم ظالمًا أو مظلومًا”، ولابد من الوقوف ضد الظالم، لابد من كذا وكذا، هذا كلام عام، نعم نحن نؤمن بقوله «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» لكن هل يطبق هذا على مثل هذه الواقعة؟ هل هكذا ينصر المظلوم، هنا بيت القصيد، هل هكذا يدفع الظلم؟ فتراهم يروجون الباطل بمثل هذه العمومات، ولكن احذر من تنزيل العمومات على هذه الأحداث، لابد من نصوص خاصة جلية واضحة يقابل الإنسان بها ربه يوم القيامة. فقد يأتيك قائل يقول لك: قال صلى الله عليه وسلم: «ولتأخذن على يد المسيء الظالم أو لتأطرنه على الحق أطرًا». نقول: نعم، لكن كيف نأخذ على يده؟ أبالطريق التي يروج لها أهل الباطل! قف أخي مع النصوص إن اشتبه عليك أمر وانظر في كلام أهل العلم الراسخين، ماذا يقولون؟ وبماذا يأمرون؟ ثم الزمه.
ومن الأمور المهمة أيضًا: أن نعلم بأن الخطأ في العفو أهون من الخطأ في العقوبة.
وهذا نص حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه الترمذي وإن كان فيه ضعف لكن العلماء متفقون عليه، ولاشك أننا نعلم بأن الشريعة لم تجيء بتعظيم أمر بعد التوحيد أعظم من الدماء، ولذلك قال العلماء: أكبر الكبائر بعد الشرك القتل، وما جاءت الشريعة بتحريم شيء بعد الشرك أعظم من تحريم الدماء، فأن تخطئ وتأمر الناس بكف اليد عصمةً للدماء -وكانت المصلحة خلاف ذلك، أهون من أن تخطئ وتقول: اقدموا على الأمر، وقد يترتب عليه إسالة الدماء خطأً.ومَكَّة التي فيها بيت الله الحرام لم يأمر الله تبارك وتعالى بفتحها صيانة لدماء المسلمين، بل صالح النبي r أهل الشرك على عدم فتحها عشر سنين، صالحهم عشر سنين صيانة لدماء بعض المستضعفين في مكة {وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا} أي: تميز المسلم عن الكافر {لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[الفتح:25]، انظر وتأمل: أبقى الله تبارك وتعالى مكة بيته وهي ممتلئة بالأصنام أبقاها الله في أيدي المشركين عشر سنين بالعهد صيانة لدماء المسلمين، وهذا يبين أن دم المسلم ليس بالأمر الرخيص ولا الهين حتى يتجرأ الإنسان ويفتي ظنًا – لا عن يقين – بما يؤول إلى سفك الدماء، وإذا سئل: ما السبب؟ قال: إن سكتنا فسيحصل كذا وكذا، هذا كله من الأمور الظنية التي لا يجوز تعريض المسلمين للقتل استناداً إليها، وتجدهم يجرؤون المسلمين على مثل هذه الأمور بالظنون والأوهام، وهذه قضية مهمة.
ومن مصائب الفتن أنه يستهان فيها بالدماء، فمتى ما وقعت الفتنة استهان الناس بسفك الدماء.يقول ابن عمر – رضي الله عنهما -: “في الفتنة لا ترون القتل شيئًا”.فأسهل شيء يكون في الفتنة هو الدماء.
ومن الأمور المهمة أيضًا: أن نعلم أن سبيل عز الإسلام ليس محصوراً في وسيلة واحدة من الوسائل الدنيوية، بل سبيل العز أساسه يبدأ من إصلاح العقائد والبدء بدعوة الناس إلى التوحيد والسنّة، كما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم، وكما بدأ الأنبياء فلا نحصر السبيل في حكمٍ أو في كرسيٍ أو في تولي وزارةٍ ونحو ذلك، لأن بعض الناس اليوم وبعض الجماعات تصور لك بأن القضية كلها وأن عز الإسلام وتمكينه محصور فقط في أن إزالة هذا الحاكم وإقامة ذاك، أو إزالة هذا الأمر وإقامة ذاك، أو بتشريع هذا القانون ومنع ذاك القانون، أو بتغيير هذه المادة من الدستور أو استبقاء تلك المادة، فيظنون مثلاً:أن هذه المادة من الدستور إن أُقرت ففيها عز الله الإسلام وتمكينه، وإن استطاع المفسدون إزالتها وإقرار أخرى ذهب الإسلام وانمحى، هكذا يُصور أهل الباطل، وهذا من الجهل، فإن دين الله منصور، والله جل وعلا معز دينه – سبحانه وتعالى -، فيقيض الله تبارك وتعالى للدين من يقيمه، ويقيض لهم من الأسباب ما لا يعلموها ولا يحيطون بها إذا هم قاموا بما أمرهم، وقد ينصر الله تبارك وتعالى الدين كما جاء في الحديث بالرجل الفاجر، فالرجل الفاجر قد ينصر الله تبارك وتعالى به الدين، ولذلك لا تحصر فكرك في وسيلة دنيوية واحدة، كحال بعض الناس الذين يقولون لك: والله لو ترك هؤلاء لغيروا الدستور، فنقول: لو غيروا الدستور، ماذا سيكون؟ هل سيضيع الإسلام والمسلمون؟! لن يضيع الإسلام، ولن يضيع المسلمون بفقد وسيلة أو تغيير قانون، وإنما يضيع الإسلام بترك أوامر الله والتنكب عن سنة رسوله وسنة أصحابه، واعلم أنه إذا أغلق باب على المسلمين فإن الله سيفتح الله لهم أبواباً كثيرة، ولكن متى؟ إذا ما اتقوا وأصلحوا، كما قال الله جل وعلا: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف:90].قال: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}[آل عمران:120]، فمهما كاد أهل الكفر بالإسلام، فإننا إن صبرنا واتقينا {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} تصبروا على أمر الله ولا تستعجلوا، {وتتقوا} يكون صبركم على علم وعلى دراية، بمعنى: أن نصبر على علم وعلى يقين، نصبر على ما أمر الله تبارك وتعالى به ولا نستعجل، فلا يخدعنك أهل الباطل بحصر فكرك في هذا الأمر أو ذاك، اليوم وللأسف هكذا يروج المفتونون، تراهم يقولون: اليوم إن تركنا ذلك فسيبدلوا الدستور، وستبدل المادة الثانية . . ووالله لو شطبوا الدستور ووضعوا دستوراً علمانياً، ثم اشتغلنا بالدعوة إلى الله – تبارك وتعالى – لغيّر الله الأحوال، ولجاء الله تبارك وتعالى بالفرج، وهذه قضية مهمة، فلو أخطأنا في عدم المواجهة، فلو فرضنا أنه كان يجب أن نواجه ثم أخطأنا وقلنا: يا جماعة اتركوا المواجهة، واصبروا، فاعلموا أن هذا الخطأ أهون بكثير من الخطأ في إقحام الأمة في فتنة لا تعلم عواقبها، والله – تبارك وتعالى – يُعز دينه بمن يشاء، وقد ينصر الله دينه برجل واحد يقيم الله تبارك وتعالى الحق على لسانه.
ومن الأمور المهمة: كثرة الالتجاء إلى الله تبارك وتعالى والاستكانة، كما قال جل وعلا: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}[المؤمنون:76]، والله تبارك وتعالى يحب عند وقوع الفتن أن يستكين الإنسان لربه ويتضرع ويكثر من الدعاء بأن يكشف الله الفتنة، وأن يقيه الله جل وعلا شرها.يقول أبو هريرة رضي الله عنه: (تكون فتنة لا يُنجي منها إلا دعاءٌ كدعاء الغريق)، تأمل حال الإنسان إذا أوشك على الغرق كيف سيكون دعاؤه؟ هكذا ينبغي أن ندعو الله عز وجل وقت الفتن.
ونحن نحتاج إلى الالتجاء إلى الله – تبارك وتعالى – بأن يعصمنا من الفتن، وأن يقي الله جل وعلا بلاد المسلمين الفتن.
الأمر الأخير الذي أختم به: هو أن لا تبن كلامك على واقع لم تشهده، كمن يبني حكمه على مقطع رآه في اليوتيوب مثلاً، ثم يبدأ يحكم حكمًا عامًا، يحكم على طائفة من الطوائف المتخاصمة حكمًا عامًا بناءاً على مقطع أو مقطعين، لا يُدرى عن حقيقته، وقد تكون المقاطع التي تُدين هذا الطرف أضعاف المقاطع التي تُدين الطرف الآخر، فلا تبن حكمًا على واقع لم تشهده، ولم تعلمه، ولم تعشه، والسكوت في الفتن هو الواجب وهو المتعين، وأن لا ينقل الإنسان في الفتنة إلا ما ذكره العلماء وبينوه، وما علمه من نصوص الكتاب والسنة، فلا تشهد على شيء وتحكم عليه بناءاً على سمعته في قناة إخبارية، أو على مقطع مرئي، أو على مقالٍ لفلان، أو على تغريدة لأحد من الناس أو ما شابه ذلك، هذه أمور تحتاج إلى بيّنة وتحتاج إلى دراية فإنها من الفتن، وقد ينشر الإنسان شيئًا ويكون مكذوبًا بل قد يكون ما هو ضده أعظم منه، فيكون ممن يشيع الفاحشة ويشيع الأمر الخطير بين المسلمين، فيترتب على ذلك فساد عظيم، هذه بعض الأمور التي أحببت الإشارة إليها.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

تنبيهات مهمة حول موقف المسلم تجاه الفتن الجارية ...مقال لفضيلة الشيخ / فيصل بن قزاز الجاسم


تنبيهات مهمة حول موقف المسلم تجاه الفتن الجارية





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه تنبيهات على بعض الأمور المهمة المتعلقة بطريقة أهل السنة والجماعة في التعامل مع الأحداث والفتن الجارية، وأنا سأذكر بعض الأمور في صورة نقاط مختصرة:
من الأمور المهمة في ظل هذه الأحداث، وفي ظل غيرها من الفتن: هو التزام النصوص، والوقوف عليها وترك الأمور الظنية، فإن المقام مقام فتنة، والفتنة أمور مشتبهة، فالإنسان يلزم ما يعلم، ويترك ما يظن، وهذه قضية مهمة، فبناء الأحكام عند الفتن إنما يكون على ما هو معلوم، لا على ما هو موهوم أو مظنون، ولذلك أهل السنة والجماعة لما كانوا على بينة من عقيدتهم نهوا عن المناظرات والمجادلات؛ لأنها أمور ظنية وموهومة، ومن وقف على النص وثبت عنده كلام الله عز وجل، ونص الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج إلى كلام أحد بعد ذلك، كما قال الله – تبارك وتعالى -: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ}[الأنعام:57]، أنا على بينة إذ جاءني الوحي فلا حاجة للجدال ولا للنقاش، ولذلك كان السلف – رحمهم الله – يتركون المناظرات، وكما كان يقول أيوب السختياني وغيره إذا أتاه رجل ليناظره: “أما أنا فعلى بينة من ديني، وأما أنت فشاك فاذهب إلى شاك مثلك”
.فالسلف – رحمهم الله – نهوا عن ذلك لما وقفوا على النصوص الثابتة عندهم، وبيّن الله تبارك وتعالى أنه عند ثبوت الحق وثبوت النص يجب الوقوف عليه؛ لاسيما عند اشتباه الأمور.قال – تبارك وتعالى -: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}[النجم:23]، أي: اتبعوا الظن وما تهواه الأنفس، وتركوا ما أنزله الله – تبارك وتعالى -، فالذي ينبغي عند الفتن هو الوقوف على النص وترك الأشياء الموهومة، ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل العلم قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من قلوب العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء».ثم انظر إلى الحديث كيف بيّن الفرق بين العالم و غيره إذ قال: «حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جُهالًا يفتون برأيهم فضلوا وأضلوا».تأملوا قوله: «يفتون برأيهم» مما يدل على أن العالم يفتي بالعلم وبالنص، ولا يفتي بالرأي، فالإفتاء بالرأي والظنون والأوهام من أسباب الضلال، وفي ذلك أيضًا أثر حذيفة رضي الله عنه المشهور عندما قال: (إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون) يبدأ يقدم رأيه وما يظنه، والمصلحة تقتضي كذا، ولو تركنا كذا لحصل كذا، وهذه الخطة يراد منها كذا، وترك هذا . . ؛ كل هذا من الأمور الظنية الموهومة، انظر إلى تقرير الدولة الفلانية، وهذا التقرير كذا، وفلان صرح بكذا، كلها أمور ظنية، أقوال يريدون بها هدم النصوص، فمن وقف على النص وقف على الحق لاسيما عند الأمور المشتبهة، فأخوف ما يُخاف على الأمة أن يؤثروا الرأي على النص.
ولذلك يقول ابن تيمية – رحمه الله – في كلام له جميل: (والعجب من قوم أرادوا نصر الشرع بعقولهم الناقصة، وأقيستهم الفاسدة فكان ما فعلوه ممرًا جر الملحدين أعداء الدين عليه، فلا للإسلام نصروا ولا للأعداء كسروا).
فلا ينخدع المسلم في ظل الفتن بالتحليلات السياسية والتوقعات والتخرصات وقراءة الأحداث، وإنما يقف على النص، وقد يُخوّف ويقال له: إن تركنا كذا سيحصل كذا، وإن تركنا كذا فإن الخطة يراد بها كذا، ما أدرانا أنه سيحصل كذا وأنه سيحصل كذا؟! جاءني النص أقف معه، ومن وقف مع النص وقف مع الهدى، ولابد أن تكون عاقبته إلى خير، ومن ظن واعتقد أن من يقف مع النصوص أن عاقبته ستكون إلى شر فهذا سوء ظن بالله – تبارك وتعالى – فكل من وقف مع النصوص فاعلم أن عاقبته إلى خير، وإنما الشر يأتي من الوقوف على الظنون، فبناء الأحكام إنما يكون على ما هو معلوم.
وأنا أذكر لكم مثالًا يوضح ذلك: نحن نعرف قطعًا بحرمة الخروج، ونعلم قطعًا بحرمة المظاهرات، والثورات، وخطورة إقحام العامة في أمور الخاصة، وأنه لا يجوز المنازعة، ونعلم قطعًا أن السلف – رحمهم الله – نهوا عن الانخراط في المنازعة التي تكون بين الملوك، وأن يشترك الإنسان بنصرة فلان على فلان، نعلم هذا قطعًا ولذلك فإننا نقف عند هذا، ونقول: يا جماعة نحن ننهى عن الخروج، وننهى عن الثورة، سواء كان هذا ظالمًا أو كان مظلومًا، وسواء كان هو فلان أحق بالملك من فلان أو العكس.
الشاهد أننا ننها عن مثل هذه الأمور، ونعلم ذلك من النصوص قطعًا، ونعلم حرمة الدماء، وأن الشريعة جاءت بتحريم الدماء، وجاءت بالدعوة إلى الصلح، وجاءت بالتنازل عن الحق في سبيل جمع الكلمة، نعلم هذا قطعًا، والنصوص جاءت بهذا، فنحن نقف عندها ولا نتجاوزها إلى أمور مظنونة هي من قبيل الرأي لا النص.
فإذا قال لنا قائل: إن تركنا كذا حصل كذا، فإننا نقول: هذا أمر مظنون، وموهوم، وأنا عندي نص أقف معه، وهذا من الأمور المهمة وهو أن يوقف على النصوص في وقت الفتن، وأن لا نخوض فيما يسمى بالتحليلات السياسية.
فبعض الناس ربما يبني رأيه على التحليل السياسي، يبني رأيه يقول: انظر ماذا قال فلان؟ انظر ماذا كتبت الجريدة الفلانية؟ هل هذا مما تُبنى عليه الأحكام الشرعية؟ الأحكام الشرعية إنما تُبنى على النصوص، لاسيما عند اشتباه الأمور.
الأمر الثاني: عند الفتن لابد من التأمل في سير السلف، والنظر في كلام العلماء وتتبع آرائهم ومواقفهم في الفتن التي جرت في بلاد المسلمين.
وهذا ما أرشدنا الله – تبارك وتعالى –كما في قوله جل وعلا: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} أي: نشروه وتكلموا فيه بلا روية، فهذا يقول: يجب أن نجاهد، وذاك يقول: يجب كذا وكذا، ويجب كذا وكذا . . فقال الله تعالى مؤدباً لهم: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}[النساء:83]، وفي هذه قاعدة أدبية كما ذكر السعدي – رحمه الله – بأن الأمور لاسيما العامة إنما تُرد إلى أهل الشأن والاختصاص والعلماء والأمراء الذين يسوسون في الدين ويسوسونهم في الدنيا.
فلابد من التأمل في هذا، وقد مرت على المسلمين ويلات كثيرة، وفتن متنوعة، من أشهر هذه الفتن فتنة ابن الأشعث الذي قُتل فيها أكثر من مائة ألف، منهم أربعة آلاف عالم وعابد، أربعة آلاف عالم وعابد قُتلوا صبرًا في هذه الفتنة التي دخل فيها أناس من أهل العلم، بل من أكابر أهل العلم في ذلك الزمان، لكنها كانت فتنة، واتفق العلماء على تسميتها فتنة.
وممن وقف في تلك الفتنة أمام هذه الموجات والثورات وهذه الظنون والأوهام في مقابلة النصوص الحسن البصري – رحمه الله – وقد جرت بينه وبين هؤلاء أشياء كثيرة، لكن انظر لهؤلاء، أتوه مرة فأرادوا الثورة وتكلموا فنهاهم عن ذلك وقال: “إن يكن الحجاج غضبًا من الله فإنكم لن تردوا غضب الله يأسيافكم، وإن يكن بلاء” أي: إن كنتم صالحين لكن الله ابتلاكم به “فاصبروا حتى يكشف الله ما بكم”، ماذا قال هؤلاء؟ خرجوا من عنده وقالوا: أنطيع هذا العلج؟ هذا العلج نطيعه؟! وتركوا قوله وذهبوا فقُتلوا عن آخرهم، وهكذا إذا أفتى العالم في النازلة قال المفتونون: أنطيع هذا! أنطيع فلان الذي لا يفقه الواقع! فانظر إلى حال أهل الثورة والهيجان إذا أفتاهم العالم الراسخ، قالوا: نطيع هذا العِلج، فماذا كانت خاتمتهم؟ خاتمتهم قتل، وإبادة، وفتنة.
فلابد من مراجعة العلماء والربانيين أهل العلم، والخبرة، والدراية، ولابد من نشر كلامهم، وإذاعته تحذيراً للناس من الفتنة، فالواجب على طلبة العلم وعلى الدعاة أن ينشروا كلام العلماء إذا تكلموا في الفتن، وأن ينشروا وصاياهم، وينشروا ما ينصحون به الناس؛ لأنه بهذا تنتظم الأمور.
والأمر الثالث: ترك العجلة وعدم التسرع في إصدار الأحكام واتخاذ المواقف، فبعض الناس عَجِلٌ في الأحكام، لاسيما في الفتن التي هي أمور مشتبهة، وقد لا يحيط بكثير من جوانبها، وقد يظهر لهم عشر معشار حقيقتها، وقد يعلم شيئًا وتخفى عنه أشياء، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالرفق وقال: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه» ولا شك أن الرفق والتأني لاسيما في الفتن التي يترتب على الإقدام فيها والخطأ ضياع الأمة وضياع الدولة، وسفك الدماء فلاشك أن هذا يوجب التأني. وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنها ستكون أمور مشتبهة فعليكم بالتؤدة)، أمور مشتبهة تشتبه على الناس عليكم بالتؤدة والتأني.وقال علي رضي الله عنه: (لا تكون عُجُلًا مذاييع بُذرًا، فإن من ورائكم بلاء مبرحًا وأمورًا متماحلة رُدحًا) لا تكونوا عُجلًا أي: سريعين في إصدار الأحكام.
 (مذاييع) تنشرون الشر وتنشرون القول: قال فلان، وقال فلان ،ومنه ما يسمى اليوم بالتغريد .(بذرًا) تبذرون الشر.(فإن من ورائكم بلاء مبرحًا) بلاءاً شديداً.(وأمورًا متماحلة) طويلة، (ردحًا) عظيمة ثقيلة على النفوس، وهذا يوجب التأني والرفق. والفتن من خطرها أنها تُشبّه كما قال الحسن وغيره: “إذا أقبلت الفتنة شَبَّهت، وإذا أدبرت أسفرت”.”إذا أقبلت شبهت”: اشتبهت على الناس، لكن متى تسفر ويعرف الناس أنها كانت فتنة؟ إذا أدبرت وعصفت بالأمة. ولذلك قيل: ما تشبيهها؟ قال: سل السيف. وما إسفارها؟ قال: غمد السيف. لكن متى؟ بعدما تعصف.وقال الحسن البصري: “إذا أقبلت الفتنة عرفها العالم، وإذا أدبرت عرفها الجاهل”.العالم يقول: فتنة، اتقوا الله، الزموا بيوتكم، كفوا ألسنتكم، ولكن للأسف الناس لا تسمع، ولا تطيع، ثم إذا عصفت بهم وجرت عليهم الويلات قالوا: نعم، لقد كنا في فتنة.
وما دخل أحد حتى العلماء في فتنة إلا لم يُحمد موضعه وموقعه.
يقول ابن تيمية – رحمه الله -: (هكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال)، والذين دخلوا في فتنة ابن الأشعث عدد كبير منهم علماء وأئمة. ويقول أيوب السختياني – رحمه الله -: (لا أعلم أحدًا منهم قُتل إلا قد رُغِب له عن مصرعه، ولا نجى منهم أحد إلا حمد الله الذي سلمه).
وفي ذلك يقول قتادة – رحمه الله – أثرًا جميلاً: يقول: “قد رأينا والله أقوامًا يسرعون إلى الفتنة وينزعون فيها، وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله، ومخافة منه، فلما انكشفت، إذا الذين أمسكوا أطيب نفسًا وأثلج صدورًا، وأخف ظهورًا من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك الذين دخلوا في الفتن حزازات على قلوبهم كلما ذكروها، وأيم الله لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير، والله ما بُعثت فتنة قط إلا في شبهة وريبة”.
هذا كلام نفيس من قتادة – رحمه الله – وقد عاصر فتنة ابن الأشعث – .
ومن الأمور المهمة أيضًا: أن نعرف أنه لم يدخل أحد في فتنة إلا ونقص قدره عند الناس، ما دخل أحد من الدعاة أو من طلبة علم في هذه الفتن وخاض فيها إلا نقص قدره عند الناس.يقول عبد الله بن عمرو – رحمه الله -: “كان مسلم بن يسار عند الناس أرفع من الحسن البصري، فلما وقعت الفتنة خف مسلم فيها – أي: أسرع – وأبطئ عنها الحسن – أي: لم يدخل – فأما مسلم فإنه اتضع – أي: نزل قدره عند الناس – وأما الحسن فإنه ارتفع.
ولذلك ندم مسلم بن يسار – رحمه الله – ندمًا على دخوله في الفتنة، يقول: مسلم بن يسار بعدما كانت فتنة ابن الأشعث يقول لأبي قلابة – رحمه الله -: “يا أبا قلابة إني أحمد الله لأني لم أرم فيها بسهم، ولم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف. يعني: أنه مشى معهم، لكن ما شارك في القتال.فقال له أبو قلابة – رحمه الله -: “يا أبا عبد الله فكيف بمن رآك واقفًا في الصف؟!” أي: أنت عالم ومعروف بين الناس، ومكانتك معروفة فكيف بمن رآك بين الصفين؟ فقال: هذا مسلم بن يسار والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق. وقوفك بين الصفين وحضورك بنفسك، وقيامك مع هؤلاء لاشك أنه من أعظم الأمور، قال: “فبكى مسلم بن يسار، لما نبهه على هذا الأمر، فبكى حتى تمنيت أني لم أقل له شيئا”.
فبعض الناس اليوم يدخل مع هؤلاء المتظاهرين، يظن ويزعم أن فعله نصرة للحق ودفاعاً عن الدماء التي سالت، ودفعًا لأهل الفساد والشر، ولاشك أن هذا هو عين الفتنة وهو أن يرى الناس طالب العلم، أو الرجل الذي يعرف عند الناس وله قدر بينهم يكون مع هؤلاء الغوغاء وبين الناس الذين قد خدعوا وغرر بهم في الخروج إلى الميادين والطرقات، فما دخل أحد هذه الفتن إلا وقد نقص قدره عند الناس.
ومن الأمور أيضًا المهمة – وهذه قضية مهمة جدًا -: أنه لابد أن نحذر من كثرة النظر في الباطل وكلام أهل الباطل وتقعيداتهم من المبتدعة والمفتونين عبر قنواتهم؛ لأن كثرة النظر في الباطل تزعزع الثقة في الحق، وهذا أمر مجرب، قد رأينا أثره، فإن بعض الناس قد تغير فكره وانحرف منهجه بسبب كثرة قراءته لكلام أهل الباطل، فتزعزعت ثقته بالحق وبالنصوص، ولأجل ذلك نهى أهل السنة والجماعة عن الجلوس مع أهل البدع، وعن استماع كلامهم، حتى لو كان الإنسان يعلم أنهم مبتدعة، ويعرف كشف شبهاتهم، لماذا؟ لأن كثرة سماع الباطل لها محاذير خطيرة، منها: أنها تهون الباطل في قلب العبد، ثم تزعزع الثقة بالحق عنده، وبعض الناس اليوم وبعض الشباب تجدهم ينظرون في تغريدة فلان وفلان، ليس لمصلحة شرعية، كأن يريد التعرف على باطله ليرد عليه،ولكن لأجل الفضول، فينظر: ماذا كتب فلان؟ وماذا قال؟ تجده يتابع هؤلاء ويتابع فلان وفلان، وينظر في مقال فلان وفلان فضولاً، وفاعل هذا بعض فترة لابد أن يتأثر قلبه فيبدأ يستهين بما كان يستعظمه، وهذا أول علامات الانتكاس: وهو أن يستقبح الإنسان ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان يستقبح، وهذا كما ذكر حذيفة رضي الله عنه علامة الدخول في الفتنة، فعلامة الدخول في الفتنة أنه يرى حلالًا ما كان يراه حرامًا، ويرى حرامًا ما كان يراه حلالًا.وهذه القضية قضية مهمة جدًا، لا تصغي أذنك لكل أحد في الفتنة، ولا تقرأ لكل أحد، لا تتابع اليوم في تويتر فلان وفلان، لا يتابع هؤلاء إلا من أراد أن يعرف حالهم حتى يرد عليهم، أو ما شابه ذلك.أما أن يقرأ لمجرد القراءة فإن هذه يؤثر في القلوب، هذه قضية لابد أن نتثبت منها، وكم من الناس من كان يقول قولًا ثم بعد مدة وجدناه يقول بخلاف ما يقول، والسبب في ذلك أنه أدمن قراءة كلام أهل الباطل وأهل الزيغ.
الأمر السادس: الحذر من إعمال العمومات وقت الفتن وتنزيلها على الوقائع، كمن يأتي إلى حديث عام مثل: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» وما شابه هذه الأحاديث العامة ثم تُنزل على الفتن، وتنزل على وقائع معينة، ولكن عند الفتن قف على النصوص الخاصة، والأحاديث الخاصة في الفتن والخاصة بهذه المسائل، لا تُعمل العموم في مسألة تشتبه فيها الأفهام وتختلف فيها الأذهان، ولكن قف على ما جاء في النصوص الخاصة، فأهل الباطل يروجون الباطل بمثل هذه العمومات، فيقال مثلا: يا أخي هذا ظلم، والشريعة جاءت بنصر المظلوم: “انصر أخاكم ظالمًا أو مظلومًا”، ولابد من الوقوف ضد الظالم، لابد من كذا وكذا، هذا كلام عام، نعم نحن نؤمن بقوله «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» لكن هل يطبق هذا على مثل هذه الواقعة؟ هل هكذا ينصر المظلوم، هنا بيت القصيد، هل هكذا يدفع الظلم؟ فتراهم يروجون الباطل بمثل هذه العمومات، ولكن احذر من تنزيل العمومات على هذه الأحداث، لابد من نصوص خاصة جلية واضحة يقابل الإنسان بها ربه يوم القيامة. فقد يأتيك قائل يقول لك: قال صلى الله عليه وسلم: «ولتأخذن على يد المسيء الظالم أو لتأطرنه على الحق أطرًا». نقول: نعم، لكن كيف نأخذ على يده؟ أبالطريق التي يروج لها أهل الباطل! قف أخي مع النصوص إن اشتبه عليك أمر وانظر في كلام أهل العلم الراسخين، ماذا يقولون؟ وبماذا يأمرون؟ ثم الزمه.
ومن الأمور المهمة أيضًا: أن نعلم بأن الخطأ في العفو أهون من الخطأ في العقوبة.
وهذا نص حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه الترمذي وإن كان فيه ضعف لكن العلماء متفقون عليه، ولاشك أننا نعلم بأن الشريعة لم تجيء بتعظيم أمر بعد التوحيد أعظم من الدماء، ولذلك قال العلماء: أكبر الكبائر بعد الشرك القتل، وما جاءت الشريعة بتحريم شيء بعد الشرك أعظم من تحريم الدماء، فأن تخطئ وتأمر الناس بكف اليد عصمةً للدماء -وكانت المصلحة خلاف ذلك، أهون من أن تخطئ وتقول: اقدموا على الأمر، وقد يترتب عليه إسالة الدماء خطأً.ومَكَّة التي فيها بيت الله الحرام لم يأمر الله تبارك وتعالى بفتحها صيانة لدماء المسلمين، بل صالح النبي r أهل الشرك على عدم فتحها عشر سنين، صالحهم عشر سنين صيانة لدماء بعض المستضعفين في مكة {وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا} أي: تميز المسلم عن الكافر {لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}[الفتح:25]، انظر وتأمل: أبقى الله تبارك وتعالى مكة بيته وهي ممتلئة بالأصنام أبقاها الله في أيدي المشركين عشر سنين بالعهد صيانة لدماء المسلمين، وهذا يبين أن دم المسلم ليس بالأمر الرخيص ولا الهين حتى يتجرأ الإنسان ويفتي ظنًا – لا عن يقين – بما يؤول إلى سفك الدماء، وإذا سئل: ما السبب؟ قال: إن سكتنا فسيحصل كذا وكذا، هذا كله من الأمور الظنية التي لا يجوز تعريض المسلمين للقتل استناداً إليها، وتجدهم يجرؤون المسلمين على مثل هذه الأمور بالظنون والأوهام، وهذه قضية مهمة.
ومن مصائب الفتن أنه يستهان فيها بالدماء، فمتى ما وقعت الفتنة استهان الناس بسفك الدماء.يقول ابن عمر – رضي الله عنهما -: “في الفتنة لا ترون القتل شيئًا”.فأسهل شيء يكون في الفتنة هو الدماء.
ومن الأمور المهمة أيضًا: أن نعلم أن سبيل عز الإسلام ليس محصوراً في وسيلة واحدة من الوسائل الدنيوية، بل سبيل العز أساسه يبدأ من إصلاح العقائد والبدء بدعوة الناس إلى التوحيد والسنّة، كما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم، وكما بدأ الأنبياء فلا نحصر السبيل في حكمٍ أو في كرسيٍ أو في تولي وزارةٍ ونحو ذلك، لأن بعض الناس اليوم وبعض الجماعات تصور لك بأن القضية كلها وأن عز الإسلام وتمكينه محصور فقط في أن إزالة هذا الحاكم وإقامة ذاك، أو إزالة هذا الأمر وإقامة ذاك، أو بتشريع هذا القانون ومنع ذاك القانون، أو بتغيير هذه المادة من الدستور أو استبقاء تلك المادة، فيظنون مثلاً:أن هذه المادة من الدستور إن أُقرت ففيها عز الله الإسلام وتمكينه، وإن استطاع المفسدون إزالتها وإقرار أخرى ذهب الإسلام وانمحى، هكذا يُصور أهل الباطل، وهذا من الجهل، فإن دين الله منصور، والله جل وعلا معز دينه – سبحانه وتعالى -، فيقيض الله تبارك وتعالى للدين من يقيمه، ويقيض لهم من الأسباب ما لا يعلموها ولا يحيطون بها إذا هم قاموا بما أمرهم، وقد ينصر الله تبارك وتعالى الدين كما جاء في الحديث بالرجل الفاجر، فالرجل الفاجر قد ينصر الله تبارك وتعالى به الدين، ولذلك لا تحصر فكرك في وسيلة دنيوية واحدة، كحال بعض الناس الذين يقولون لك: والله لو ترك هؤلاء لغيروا الدستور، فنقول: لو غيروا الدستور، ماذا سيكون؟ هل سيضيع الإسلام والمسلمون؟! لن يضيع الإسلام، ولن يضيع المسلمون بفقد وسيلة أو تغيير قانون، وإنما يضيع الإسلام بترك أوامر الله والتنكب عن سنة رسوله وسنة أصحابه، واعلم أنه إذا أغلق باب على المسلمين فإن الله سيفتح الله لهم أبواباً كثيرة، ولكن متى؟ إذا ما اتقوا وأصلحوا، كما قال الله جل وعلا: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف:90].قال: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}[آل عمران:120]، فمهما كاد أهل الكفر بالإسلام، فإننا إن صبرنا واتقينا {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} تصبروا على أمر الله ولا تستعجلوا، {وتتقوا} يكون صبركم على علم وعلى دراية، بمعنى: أن نصبر على علم وعلى يقين، نصبر على ما أمر الله تبارك وتعالى به ولا نستعجل، فلا يخدعنك أهل الباطل بحصر فكرك في هذا الأمر أو ذاك، اليوم وللأسف هكذا يروج المفتونون، تراهم يقولون: اليوم إن تركنا ذلك فسيبدلوا الدستور، وستبدل المادة الثانية . . ووالله لو شطبوا الدستور ووضعوا دستوراً علمانياً، ثم اشتغلنا بالدعوة إلى الله – تبارك وتعالى – لغيّر الله الأحوال، ولجاء الله تبارك وتعالى بالفرج، وهذه قضية مهمة، فلو أخطأنا في عدم المواجهة، فلو فرضنا أنه كان يجب أن نواجه ثم أخطأنا وقلنا: يا جماعة اتركوا المواجهة، واصبروا، فاعلموا أن هذا الخطأ أهون بكثير من الخطأ في إقحام الأمة في فتنة لا تعلم عواقبها، والله – تبارك وتعالى – يُعز دينه بمن يشاء، وقد ينصر الله دينه برجل واحد يقيم الله تبارك وتعالى الحق على لسانه.
ومن الأمور المهمة: كثرة الالتجاء إلى الله تبارك وتعالى والاستكانة، كما قال جل وعلا: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}[المؤمنون:76]، والله تبارك وتعالى يحب عند وقوع الفتن أن يستكين الإنسان لربه ويتضرع ويكثر من الدعاء بأن يكشف الله الفتنة، وأن يقيه الله جل وعلا شرها.يقول أبو هريرة رضي الله عنه: (تكون فتنة لا يُنجي منها إلا دعاءٌ كدعاء الغريق)، تأمل حال الإنسان إذا أوشك على الغرق كيف سيكون دعاؤه؟ هكذا ينبغي أن ندعو الله عز وجل وقت الفتن.
ونحن نحتاج إلى الالتجاء إلى الله – تبارك وتعالى – بأن يعصمنا من الفتن، وأن يقي الله جل وعلا بلاد المسلمين الفتن.
الأمر الأخير الذي أختم به: هو أن لا تبن كلامك على واقع لم تشهده، كمن يبني حكمه على مقطع رآه في اليوتيوب مثلاً، ثم يبدأ يحكم حكمًا عامًا، يحكم على طائفة من الطوائف المتخاصمة حكمًا عامًا بناءاً على مقطع أو مقطعين، لا يُدرى عن حقيقته، وقد تكون المقاطع التي تُدين هذا الطرف أضعاف المقاطع التي تُدين الطرف الآخر، فلا تبن حكمًا على واقع لم تشهده، ولم تعلمه، ولم تعشه، والسكوت في الفتن هو الواجب وهو المتعين، وأن لا ينقل الإنسان في الفتنة إلا ما ذكره العلماء وبينوه، وما علمه من نصوص الكتاب والسنة، فلا تشهد على شيء وتحكم عليه بناءاً على سمعته في قناة إخبارية، أو على مقطع مرئي، أو على مقالٍ لفلان، أو على تغريدة لأحد من الناس أو ما شابه ذلك، هذه أمور تحتاج إلى بيّنة وتحتاج إلى دراية فإنها من الفتن، وقد ينشر الإنسان شيئًا ويكون مكذوبًا بل قد يكون ما هو ضده أعظم منه، فيكون ممن يشيع الفاحشة ويشيع الأمر الخطير بين المسلمين، فيترتب على ذلك فساد عظيم، هذه بعض الأمور التي أحببت الإشارة إليها.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.




فهذه اربع محاضرات في شرح كتاب الايمان  من تحفة الاحوذي لفضيلة الشيخ الدكتور /عبد العظيم بن بدوي
وهي كل ماتم شرحه من الكتاب حتي تاريخه
قمت بتجميعها ورفعها وجميعها بصيغة MB3
ولتحميل المحاضرات إضغط علي الايقونة أسفل كل محاضرة تريد تحميلها 


المحاضرات 


1- شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي 1



2- شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي2



3-شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي3



4- شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي4



هذا وجزاكم الله خيرا
ولا تنسونا من صالح دعائكم

 

لا تنسي أخي الحبيب أذا اردت مشاركة الموضوع في الفيس أو تويتر أو جوجل فعندك ايقونات المشاركة أسفل الموضوع مباشرة فقط اضغط علي الايقونة وشارك الموضوع 



شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي لفضيلة الشيخ الدكتور /عبد العظيم بن بدوي





فهذه اربع محاضرات في شرح كتاب الايمان  من تحفة الاحوذي لفضيلة الشيخ الدكتور /عبد العظيم بن بدوي
وهي كل ماتم شرحه من الكتاب حتي تاريخه
قمت بتجميعها ورفعها وجميعها بصيغة MB3
ولتحميل المحاضرات إضغط علي الايقونة أسفل كل محاضرة تريد تحميلها 


المحاضرات 


1- شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي 1



2- شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي2



3-شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي3



4- شرح كتاب الايمان من تحفة الاحوذي4



هذا وجزاكم الله خيرا
ولا تنسونا من صالح دعائكم

 

لا تنسي أخي الحبيب أذا اردت مشاركة الموضوع في الفيس أو تويتر أو جوجل فعندك ايقونات المشاركة أسفل الموضوع مباشرة فقط اضغط علي الايقونة وشارك الموضوع 





كتب فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي حفظه الله



كتب فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي حفظه الله


فهذان كتابان لفضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي حفظه الله تعالي
وهما الكتابان الموجودان علي الشبكة العنكبونية (الانترنت)
ولم أقف علي غيرهما من كتب الشيخ حفظه الله علي الشبكة
والكتابان هما
1- الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز
لتحميل الكتاب  المصور (pdf)
اضغط علي الايقونة بالاسفل للتحميل

لتحميل الكتاب بصيغة ( وورد و الشاملة ؟)
اضغط علي الايقونة بالاسفل للتحميل


2- التعليق السني علي شرح مسلم للنووي
اضغط علي الايقونة بالاسفل للتحميل

ملحوظة
كتاب الوجيز . بصيغة الوورد والشاملة  أخذ من الطبعة القديمة للكتاب وقد قام الشيخ حفظه الله بزيادة بعض المسائل للكتاب في الطبعة الجديدة قد تجدها في النسخة المصور pdf
دمتم بكل ود
تقبلوا تحياتي وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم 


كتب فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي حفظه الله



كتب فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي حفظه الله



كتب فضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي حفظه الله


فهذان كتابان لفضيلة الشيخ الدكتور / عبد العظيم بدوي حفظه الله تعالي
وهما الكتابان الموجودان علي الشبكة العنكبونية (الانترنت)
ولم أقف علي غيرهما من كتب الشيخ حفظه الله علي الشبكة
والكتابان هما
1- الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز
لتحميل الكتاب  المصور (pdf)
اضغط علي الايقونة بالاسفل للتحميل

لتحميل الكتاب بصيغة ( وورد و الشاملة ؟)
اضغط علي الايقونة بالاسفل للتحميل


2- التعليق السني علي شرح مسلم للنووي
اضغط علي الايقونة بالاسفل للتحميل

ملحوظة
كتاب الوجيز . بصيغة الوورد والشاملة  أخذ من الطبعة القديمة للكتاب وقد قام الشيخ حفظه الله بزيادة بعض المسائل للكتاب في الطبعة الجديدة قد تجدها في النسخة المصور pdf
دمتم بكل ود
تقبلوا تحياتي وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم 


مواقف مغايرة وحماسات زائدة



حال البعض مع اهل العلم اذا كان كلام العالم موافق لهواه وحماسته للدين فهو عنده من كبار العلماء واما اذا خالف كلام العالم هواه وحماسته للدين كان عنده في اسفل سافلين
فتارة يرميه بأنه عالم سلطان وتارة انه مرجيء وتارة اخري امن دولة واخري متخاذل وغير ذلك من التهم.
وهذا بلا شك اتباع للهوي وحماسة زائدة في غير موضعها
فلاينبغي ابدا ان نتعامل مع العلماء بهذه الطريقه ، ولكن ينظر في كلام العالم فإن وافق الكتاب والسنه بفهم سلف الامة قبلناه وان خالف رددناه ، مع بقاء كامل الود والاحترام والتوقير للعالم ان اخطأ في مسأله او حتي في مسائل عديدة ما دام له قدم صدق وتاريخ في نصر الاسلام والذب عنه والدعوة اليه
ولا ينبغي لنا ابدا ان نرمي العلماء بالتخاذل او العمالة لمجرد فتواى افتوها او مذهب ذهبوا اليه بناء علي اجتهاد منهم .
قال ابن القيم ( وَمَنْ لَهُ عِلْمٌ بِالشَّرْعِ وَالْوَاقِعِ يَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّ الرَّجُلَ الْجَلِيلَ الَّذِي لَهُ فِي الْإِسْلَامِ قَدَمٌ صَالِحٌ وَآثَارٌ حَسَنَةٌ وَهُوَ مِنْ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ بِمَكَانٍ قَدْ تَكُونُ مِنْهُ الْهَفْوَةُ وَالزَّلَّةُ هُوَ فِيهَا مَعْذُورٌ بَلْ وَمَأْجُورٌ لِاجْتِهَادِهِ؛ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُتْبَعَ فِيهَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُهْدَرَ مَكَانَتُهُ وَإِمَامَتُهُ وَمَنْزِلَتُهُ مِنْ قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ.) اعلام الموقعين
وقال الشاطبي (أَنَّ زَلَّةَ الْعَالِمِ لَا يَصِحُّ اعْتِمَادُهَا مِنْ جِهَةٍ وَلَا الْأَخْذُ بِهَا تَقْلِيدًا لَهُ ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُنْسَبَ صَاحِبُهَا إِلَى التَّقْصِيرِ، وَلَا أَنْ يشنع عليه بها، ولا ينتقص مِنْ أَجْلِهَا، أَوْ يُعْتَقَدُ فِيهِ الْإِقْدَامُ عَلَى الْمُخَالَفَةِ [بَحْتًا] ، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ خِلَافُ مَا تَقْتَضِي رُتْبَتُهُ فِي الدِّينِ ) الموافقات
وقال شيخ الاسلام بن تيمية (أَنَّهُ لَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْعَالِمَ الْكَثِيرَ الْفَتَاوَى أَخْطَأَ فِي مِائَةِ مَسْأَلَةٍ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَيْبًا) الفتاوي
فهذا هو قول اهل السنة والجماعة في المجتهد المخطأ
ذلك ومما يؤسف له انك تري بعض الشباب يلازمون بعض اهل العلم طيلة مشوارهم ويجعلون هؤلاء العلماء بينهم وبين الله في فتاويهم واقوالهم وذلك من شدة ثقتهم في هؤلاء العلماء ، ثم اذا قال هذا العالم قولا او ذهب مذهبا مخالفا لحماسة هذا الشباب  ما كان منهم الا ان يسقطوه تماما ويرمونه بأنواع التهم المختلفة فسبحان مقلب القلوب واصبح حالهم كقول القائل :
أعلمه الرماية كل يومٍ ... فلما أشتد ساعده رماني
أعلمه الفتوة كل وقتٍ ... فلما طر شاربه جفاني
وكم علمته نظم القوافي ... فلما قال قافيةً هجاني
وأمثلة هذا كثيرة وواضحة لاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن
ومما يجب ان يذكر هنا موقف بعض الشباب من فضيلة الشيخ الدكتور / راغب السرجاني
والشيخ محسوب علي الاخوان من اول ظهوره فلما كتب مقاله الاخير بعنوان (والله اعلم بالظالمين )
حيث أشار الي منهج السلف في هذا المقال من طاعة الحكام والامر بالصبر علي ظلمهم وانه هناك فرق بين جهاد الكفار وبين جهاد الحكام فالاول مأمور به  واما ظلم الحكام وجورهم فالصبر عليهم هو ما اتت به السنه الكريمة . ثم نوه علي خطورة الدفع بالشباب في خضم معركة بدعوي الجهاد وهو جهاد في غير موضعه وقد يؤدي الي تكفير الحاكم والحكومة وغيرهم وكلا الامرين مر .
هذا بإختصار ما جاء في مقال الشيخ
فما كان من هؤلاء الشباب واغلبهم تربوا علي يدي هذا الرجل سنين طوال . فما كان منهم الا ان رموه بمختلف التهم . متخاذل ، عالم سلطان ، مرجيء ، وغير ذلك . وهذه عينة من الردود علي مقال الشيخ في موقع قصة الاسلام الذي يشرف الشيخ عليه .
ماذا فعل هذا الرجل حتي تلقي عليه كل هذه التهم ألأنه خالف حماسة هذا الشباب . سبحان الله !
يا اخوة الاسلام ان الحق احق ان يتبع فإن الحق يقبل من قائله أيا كان ، الم يصدق الله كلام بلقيس وكانت كافرة حين قالت (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة ) قال الله تصديقا لها (وكذلك يفعلون)
الم يقول النبي صلي الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب ) وكان ذلك في شيطان
فلماذا كل هذا ؟
يا اخوة الاسلام الحماسة لدين الله والغيرة عليه مطلوبه بل هي من علامات الايمان والصدق ولكنها لها حدود وحدودها الشرع فينبغي ان تحد الحماسة والغيرة علي دين الله بشرع الله تعالي
ولك ان تنظر لموقف عمر رضي الله عنه من صلح الحديبية وانظر كيف كان موقف ابي بكر رضي الله عن الجميع
فتجد في موقف عمر رضي الله عنه حماسة زائدة وغيرة علي الاسلام والدين وكان يقول ( السنا علي الحق اليس عدونا علي الباطل فلما نعط الدنية في ديننا ) فهل كانت حماسته تلك في موضعها ؟ ابدا لم تكن في موضعها
ثم انظر الي موقف ابو بكر الهاديء المستسلم لقرار رسول الله صلي الله عليه وسلم وحماسة ابو بكر وغيرته علي دين الله لا ينكرها احد ولكن حد حماسته وغيرته بحدود الشرع بإتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم وامتثال امره
فيا اخوة الاسلام لا تطلقوا العنان لحماسات زائدة بغير بقية من علم ولا ترغبوا عن سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فالنجاة كل النجاة في اتباع سنته والهلاك كل الهلاك في مخالفة امره .
واعلموا ان توقير العلماء من سمات أهل السنة .
فقد  فضل الله العلماء ورفع منزلتهم فقال سبحانه {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة : 11]
 وقال عزوجل {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر : 9]
 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين )رواه مسلم
،وقال صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضحتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) رواه الترمذي.
 والعلماء هم ورثة الأنبياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العلماء هم ورثةالأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذبه، فقد أخذ بحظ وافر " رواه أبوداود والترمذي.
وقد أمر الشرع بتوقيرهم وإجلالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبوداود.
 وقال طاووس: إن من السنة توقيرالعالم.
فلا تقدحوا رحمكم الله في اهل العلم اعرفوا لهم فضلهم ولا تنتقصوهم وان وقعتم علي خطأ منهم فادعوا الله لهم ولا تعيبوهم
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم جميعا
هذا والله أعلم ورد العلم اليه أسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مواقف مغايرة وحماسات زائدة

مواقف مغايرة وحماسات زائدة



حال البعض مع اهل العلم اذا كان كلام العالم موافق لهواه وحماسته للدين فهو عنده من كبار العلماء واما اذا خالف كلام العالم هواه وحماسته للدين كان عنده في اسفل سافلين
فتارة يرميه بأنه عالم سلطان وتارة انه مرجيء وتارة اخري امن دولة واخري متخاذل وغير ذلك من التهم.
وهذا بلا شك اتباع للهوي وحماسة زائدة في غير موضعها
فلاينبغي ابدا ان نتعامل مع العلماء بهذه الطريقه ، ولكن ينظر في كلام العالم فإن وافق الكتاب والسنه بفهم سلف الامة قبلناه وان خالف رددناه ، مع بقاء كامل الود والاحترام والتوقير للعالم ان اخطأ في مسأله او حتي في مسائل عديدة ما دام له قدم صدق وتاريخ في نصر الاسلام والذب عنه والدعوة اليه
ولا ينبغي لنا ابدا ان نرمي العلماء بالتخاذل او العمالة لمجرد فتواى افتوها او مذهب ذهبوا اليه بناء علي اجتهاد منهم .
قال ابن القيم ( وَمَنْ لَهُ عِلْمٌ بِالشَّرْعِ وَالْوَاقِعِ يَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّ الرَّجُلَ الْجَلِيلَ الَّذِي لَهُ فِي الْإِسْلَامِ قَدَمٌ صَالِحٌ وَآثَارٌ حَسَنَةٌ وَهُوَ مِنْ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ بِمَكَانٍ قَدْ تَكُونُ مِنْهُ الْهَفْوَةُ وَالزَّلَّةُ هُوَ فِيهَا مَعْذُورٌ بَلْ وَمَأْجُورٌ لِاجْتِهَادِهِ؛ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُتْبَعَ فِيهَا، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تُهْدَرَ مَكَانَتُهُ وَإِمَامَتُهُ وَمَنْزِلَتُهُ مِنْ قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ.) اعلام الموقعين
وقال الشاطبي (أَنَّ زَلَّةَ الْعَالِمِ لَا يَصِحُّ اعْتِمَادُهَا مِنْ جِهَةٍ وَلَا الْأَخْذُ بِهَا تَقْلِيدًا لَهُ ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُنْسَبَ صَاحِبُهَا إِلَى التَّقْصِيرِ، وَلَا أَنْ يشنع عليه بها، ولا ينتقص مِنْ أَجْلِهَا، أَوْ يُعْتَقَدُ فِيهِ الْإِقْدَامُ عَلَى الْمُخَالَفَةِ [بَحْتًا] ، فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ خِلَافُ مَا تَقْتَضِي رُتْبَتُهُ فِي الدِّينِ ) الموافقات
وقال شيخ الاسلام بن تيمية (أَنَّهُ لَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْعَالِمَ الْكَثِيرَ الْفَتَاوَى أَخْطَأَ فِي مِائَةِ مَسْأَلَةٍ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ عَيْبًا) الفتاوي
فهذا هو قول اهل السنة والجماعة في المجتهد المخطأ
ذلك ومما يؤسف له انك تري بعض الشباب يلازمون بعض اهل العلم طيلة مشوارهم ويجعلون هؤلاء العلماء بينهم وبين الله في فتاويهم واقوالهم وذلك من شدة ثقتهم في هؤلاء العلماء ، ثم اذا قال هذا العالم قولا او ذهب مذهبا مخالفا لحماسة هذا الشباب  ما كان منهم الا ان يسقطوه تماما ويرمونه بأنواع التهم المختلفة فسبحان مقلب القلوب واصبح حالهم كقول القائل :
أعلمه الرماية كل يومٍ ... فلما أشتد ساعده رماني
أعلمه الفتوة كل وقتٍ ... فلما طر شاربه جفاني
وكم علمته نظم القوافي ... فلما قال قافيةً هجاني
وأمثلة هذا كثيرة وواضحة لاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن
ومما يجب ان يذكر هنا موقف بعض الشباب من فضيلة الشيخ الدكتور / راغب السرجاني
والشيخ محسوب علي الاخوان من اول ظهوره فلما كتب مقاله الاخير بعنوان (والله اعلم بالظالمين )
حيث أشار الي منهج السلف في هذا المقال من طاعة الحكام والامر بالصبر علي ظلمهم وانه هناك فرق بين جهاد الكفار وبين جهاد الحكام فالاول مأمور به  واما ظلم الحكام وجورهم فالصبر عليهم هو ما اتت به السنه الكريمة . ثم نوه علي خطورة الدفع بالشباب في خضم معركة بدعوي الجهاد وهو جهاد في غير موضعه وقد يؤدي الي تكفير الحاكم والحكومة وغيرهم وكلا الامرين مر .
هذا بإختصار ما جاء في مقال الشيخ
فما كان من هؤلاء الشباب واغلبهم تربوا علي يدي هذا الرجل سنين طوال . فما كان منهم الا ان رموه بمختلف التهم . متخاذل ، عالم سلطان ، مرجيء ، وغير ذلك . وهذه عينة من الردود علي مقال الشيخ في موقع قصة الاسلام الذي يشرف الشيخ عليه .
ماذا فعل هذا الرجل حتي تلقي عليه كل هذه التهم ألأنه خالف حماسة هذا الشباب . سبحان الله !
يا اخوة الاسلام ان الحق احق ان يتبع فإن الحق يقبل من قائله أيا كان ، الم يصدق الله كلام بلقيس وكانت كافرة حين قالت (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة ) قال الله تصديقا لها (وكذلك يفعلون)
الم يقول النبي صلي الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب ) وكان ذلك في شيطان
فلماذا كل هذا ؟
يا اخوة الاسلام الحماسة لدين الله والغيرة عليه مطلوبه بل هي من علامات الايمان والصدق ولكنها لها حدود وحدودها الشرع فينبغي ان تحد الحماسة والغيرة علي دين الله بشرع الله تعالي
ولك ان تنظر لموقف عمر رضي الله عنه من صلح الحديبية وانظر كيف كان موقف ابي بكر رضي الله عن الجميع
فتجد في موقف عمر رضي الله عنه حماسة زائدة وغيرة علي الاسلام والدين وكان يقول ( السنا علي الحق اليس عدونا علي الباطل فلما نعط الدنية في ديننا ) فهل كانت حماسته تلك في موضعها ؟ ابدا لم تكن في موضعها
ثم انظر الي موقف ابو بكر الهاديء المستسلم لقرار رسول الله صلي الله عليه وسلم وحماسة ابو بكر وغيرته علي دين الله لا ينكرها احد ولكن حد حماسته وغيرته بحدود الشرع بإتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم وامتثال امره
فيا اخوة الاسلام لا تطلقوا العنان لحماسات زائدة بغير بقية من علم ولا ترغبوا عن سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم فالنجاة كل النجاة في اتباع سنته والهلاك كل الهلاك في مخالفة امره .
واعلموا ان توقير العلماء من سمات أهل السنة .
فقد  فضل الله العلماء ورفع منزلتهم فقال سبحانه {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة : 11]
 وقال عزوجل {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر : 9]
 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا العلم أقواما ويضع به آخرين )رواه مسلم
،وقال صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضحتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) رواه الترمذي.
 والعلماء هم ورثة الأنبياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العلماء هم ورثةالأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذبه، فقد أخذ بحظ وافر " رواه أبوداود والترمذي.
وقد أمر الشرع بتوقيرهم وإجلالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبوداود.
 وقال طاووس: إن من السنة توقيرالعالم.
فلا تقدحوا رحمكم الله في اهل العلم اعرفوا لهم فضلهم ولا تنتقصوهم وان وقعتم علي خطأ منهم فادعوا الله لهم ولا تعيبوهم
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم جميعا
هذا والله أعلم ورد العلم اليه أسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحث مسألة اجتماع غسل الجنابة وغسل الجمعة 





ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن بضلل فلا هادي له وأشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالي وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
وبعد
فهذا بحث بسيط في مسألة اجتماع غسل الجنابة وغسل الجمعة هل يجزئ احدهما عن الأخر أم لا بد أن يغتسل لكل منهما غسلا خاصا به ؟ وفيه مسائل

أولا : اتفق أهل العلم علي أن من اغتسل للجنابة والجمعة غسلا واحدا أن ذلك الغسل يجزئه عن هما بشرط أن ينويهما جميعا .
بل ونقل بن عبد البر الإجماع علي هذا فقال رحمه الله تعالي ((وَأَجْمَعُوا أَنَّ مَنِ اغْتَسَلَ يَنْوِي الْغُسْلَ لِلْجَنَابَةِ وَلِلْجُمُعَةِ جَمِيعًا فِي وَقْتِ الرَّوَاحِ أَنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُهُ مِنْهُمَا جَمِيعًا وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْدَحُ فِي غُسْلِ الْجَنَابَةِ وَلَا يَضُرُّهُ اشْتِرَاكُ النِّيَّةِ فِي ذَلِكَ إِلَّا قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الظَّاهِرِ شَذُّوا)) التمهيد 14/153
ونفي الخلاف في هذه الحالة بن قدامة وبن رجب رحمهما الله تعالي
قال بن قدامة ((فإن اغتسل للجمعة والجنابة غسلا واحدا ونواهما، أجزأه، ولا نعلم فيه خلافا)) المغني 2/257
وقال الحافظ بن رجب ((أما إن نواهما بالغسل، فإنه يحصل له رفع حدث الجنابة وسنة غسل الجمعة بغير خلافٍ بين العلماء.)) فتح الباري لأبن رجب 8/91
وقال الدكتور وهبة الزحيلي ((ومن اغتسل لجنابة أو نحوها كحيض، مع غسل جمعة أو عيد، أجزأه الغسل عنهما إذا نوى الجنابة وأتبعها الجمعة باتفاق المذاهب، كما لو نوى الفرض وتحية المسجد عند الشافعية، وكما اغتسل لفرضي جنابة وحيض اتفاقا.)) الفقه الإسلامي و أدلته للزحيلي 1/542
أدلتهم في هذا
1- قول النبي صلي الله عليه وسلم «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى » متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ووجه الدلالة أنه نواهما معاً ، والأعمال بالنيات .
2- حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَسَلَ وَاغْتَسَلَ وَغَدَا، وَابْتَكَرَ، وَدَنَا فَاقْتَرَبَ وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ قِيَامِ سَنَةٍ وَصِيَامِهَا»
ووجهه علي قول بعض أهل العلم أن معناه جامع واغتسل، فكانا غُسلين في غُسل واحد .قاله بن قدامة وحكاه عن احمد وجماعة .
قال بن قدامة رحمه الله تعالي بعد قوله المتقدم ((وقد ذكرنا أن معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من غسل واغتسل» أي: جامع واغتسل، ولأنهما غسلان اجتمعا، فأشبها غسل الحيض والجنابة)) 2/257،258
قال بن عثيمين رحمه الله تعالي ((فقول: (غسل واغتسل) بعض العلماء يقول: غسل الأذى ونظف بدنه، واغتسل اغتسال الجنابة المعروف، وبعضهم يقول: من غسل: أي من جامع زوجته؛ لأن جماعه إياها يستلزم أن تغتسل وهذا يدل على أن الغسل الواحد يكفي )) فتاوي بن عثيمين 16/138
3- لِأَنّه أشبه اجتماع غسل الْجَنَابَةِ وَالْحَيْضِ. قال النووي رحمه الله تعالي (فان كان جنبا فنوى بالغسل الجنابة والجمعة اجزأه عنهما كما لو اغتسلت المرأة ونوت الجنابة والحيض)) المجموع 4/533
المسألة الثانية
فيمن اغتسل للجنابة والجمعة غسلا واحدا بنية غسل الجنابة وحده ولم ينوي غسل الجمعة هل يجزئه هذا الغسل عنهما ؟
قدمنا اتفاق أهل العلم علي إجزاء الغسل الواحد بجمع النيتين للجنابة والجمعة
واختلفوا فيمن اغتسل يوم الجمعة بنية الجنابة فقط ولم ينوي غسل الجمعة هل يجزئه هذا الغسل عنهما جميعا
فاتفقوا علي إجزائه عن الجنابة قال النووي (ولو نوى الغسل للجنابة حصل بلا خلاف وفي حصول غسل الجمعة قولان.) المجموع 4/535
فاتفقوا علي حصول الجنابة واختلفوا في حصول الجمعة علي قولين :
القول الأول أن هذا لا يجزئه عن غسل الجمعة ((وهو المشهور عن مالكٍ، وروي نحوه عن الأوزاعي، وأحد الوجهين لأصحاب الشافعي وأحمد، ونص عليه أحمد في رواية الشالنجي.)) فتح الباري لأبن رجب 8/91
أدلة أصحاب هذا القول
1- قول النبي صلي الله عليه وسلم «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى » متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه . والمغتسل لم ينوي غسل الجمعة وإنما نوي الجنابة فقط
2- حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي وَأَنَا أَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: غُسْلٌ مِنْ جَنَابَةٍ أَوْ لِلْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ جَنَابَةٍ. قَالَ: أَعِدْ غُسْلًا آخَرَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَانَ فِي طَهَارَةٍ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» أخرجه بن خزيمة (2/129/1760) والطبراني في الأوسط (8/130/8180) والبيهقي في السنن (1/446/1424) والحاكم في المستدرك (1/419/1044) والحديث حسنه الألباني رحمه الله تعالي في صحيح الترغيب ( 1/172/704) وفي الصحيحة (5/413/2321)
القول الثاني : أن هذا الغسل يجزئه عن غسل الجمعة ((وهو أحد قولي الشافعي، وقول أشهب المالكي، وهو نص الشافعي، وقول أبي حنيفة وإسحاق، مع كون أبي حنيفة يعتبر النية لنقل الطهارة، وحكاه ابن عبد البر عن عبد العزيز بن أبي سلمة والثوري والشافعي والليث بن سعد والطبري )) فتح الباري لأبن رجب 8/91
وأدلة أصحاب هذا القول هي نفس أدلة المسألة الأولي ويزاد عليها حديث طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: زَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وإن لم تَكُونُوا جُنُبًا، وَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ».قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الطِّيبُ فَلَا أَدْرِي، وَأَمَّا الْغُسْلُ فَنَعَمْ. البخاري 2/4/884
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ((قَوْلُهُ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا مَعْنَاهُ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا لِلْجَنَابَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا لِلْجُمُعَةِ وَأُخِذَ مِنْهُ أَنَّ الِاغْتِسَالَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِلْجَنَابَةِ يُجْزِئُ عَنِ الْجُمُعَةِ سَوَاءٌ نَوَاهُ لِلْجُمُعَةِ أَمْ لَا وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى ذَلِكَ بُعْدٌ نَعَمْ روى بن حبَان من طَرِيق بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا جُنُبًا وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَطْلُوبِ لَكِنَّ رِوَايَةَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أصح")) فتح الباري 2/373
وقال بن حبان رحمه الله ((قَوْلُهُ: "إِلَّا أَنْ تَكُونُوا جُنُبًا" فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الِاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ انْفِجَارِ الصُّبْحِ يُجْزِئُ عَنِ الِاغْتِسَالِ لِلْجُمُعَةِ )) صحيح بن حبان 7/22
وبه قال بدر الدين العيني (وَمِمَّا يُسْتَفَاد مِنْهُ: أَن الِاغْتِسَال يَوْم الْجُمُعَة للجنابة يجوز عَن الْجُمُعَة، سَوَاء نَوَاه للْجُمُعَة أَو لَا) عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني ( 6/177)
وكذلك أن المقصود بغسل الجمعة هو النظافة وقد حصلت بغسل الجنابة قال بن رشد (وأما قوله: " إنه يجزئ غسل الجنابة من غسل الجمعة إذا كان عند الرواح فهو صحيح؛ لأن غسل الجمعة ليس لرفع حدث، وإنما هو لما شرع لها من التنظف وقد حصل التنظف لها بالغسل للجنابة) البيان والتحصيل 1/59
وبهذا قالت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة ((غسل الجنابة يكفي عن غسل الجمعة؛ لأن المقصود بغسل الجمعة: التنظف وإزالة الروائح الكريهة من الجسم، وهذا يحصل بالغسل من الجنابة. ولكن يشرع أن ينوي دخول غسل الجمعة في غسل الجنابة ليحصل له الأجر في ذلك.)) فتاوي اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ بن باز وعضوية كلا من الشيخ بكر أبو زيد والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ عبد الله بن غديان المجموعة الثانية 4/153
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالي ((إذا اجتمعت عبادتان فهل يُكتفى بإحداهما عن الأخرى؟ إن كانت العبادة مقصودة بذاتها فإنها لا تجزئ عن الأخرى، لابد من فعل الثنتين جميعاً، وإذا كانت غير مقصودة بذاتها، وإنما المقصود حصول هذا الفعل بأي وصف وصفناه، اكتُفي بواحدة عن الأخرى، فمثلاً الغسل يوم الجمعة عن جنابة ومن أجل الجمعة نقول: المقصود بغسل يوم الجمعة هو: الطهارة والتنظف، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة الذين يأتون من العوالي ومن أمكنة بعيدة ويكون فيهم العرق والرائحة قال: (لو أنكم تطهرتم يومكم هذا) فهنا المقصود والتطيب لكن بأمر الرسول به صار عبادة.
نقول الآن: إذا نوى بغسل الجنابة كفى عن غسل الجمعة، كما تكفي الفريضة عن تحية المسجد )) لقاء الباب المفتوح رقم 136 في ظلال تفسير آيات من سورة (ق) دروس صوتية قام بتفريغها الشبكة الإسلامية
قلت والراجح في هذه المسألة والله أعلم هو القول الأول القائل بعدم إجزاء الغسل بنية الجنابة وحدها عن غسل الجمعة وذلك لأن غسل الجمعة عبادة مستقلة لابد لها من نية وحيث لا نية فلا عمل وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى » متفق عليه .
وهذا المغتسل للجنابة وحدها دون الجمعة لم ينوي فكيف يجزئ عنه هذا الغسل في عبادة أخري لم ينوها .
قال بن عبد البر رحمه الله تعالي ((الصَّحِيحُ فِي هَذَا الْبَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ لَا تُجْزِئُ طَهَارَةٌ لِلصَّلَاةِ إِلَّا بِنِيَّةٍ لَهَا وَقَصْدٍ إِلَيْهَا لِأَنَّ الْمُفْتَرَضَاتِ لَا تُؤَدَّى إِلَّا بِقَصْدٍ وَإِرَادَةٍ وَلَا يُسَمَّى الْفَاعِلُ فَاعِلًا حَقِيقَةً إِلَّا بِقَصْدٍ مِنْهُ إِلَى الْفِعْلِ وَمُحَالٌ أَنْ يتأدى عَنِ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَقْصِدْ إِلَى أَدَائِهِ وَيَنْوِيهِ بِفِعْلِهِ لِأَنَّهُ لَا تَكُونُ قُرْبَةٌ إِلَّا مِنْ مُتَقَرِّبٍ بِهَا قَدِ انْطَوَى ضَمِيرُهُ عَلَيْهَا وَهُوَ الْإِخْلَاصُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ . الاستذكار 1/265
قال النووي ((ولو نوى الغسل للجنابة حصل بلا خلاف وفي حصول غسل الجمعة قولان (أصحهما) عند المصنف في التنبيه والأكثرين لا يحصل لأن الأعمال بالنيات ولم ينوه (وأصحهما) عند البغوي حصوله والمختار أنه لا يحصل )) المجموع 4/535
قال بن عبد البر((ولو لم يذكر الجمعة في غسله للجنابة لم يكن مغتسلا للجمعة ولا يضر ذلك بجمعته )) الكافي 1/165
وقال بن الجوزي رحمه الله تعالي في تعليقه علي حديث إنما الأعمال بالنيات قال(وَقد أَفَادَ هَذَا الحَدِيث أَن الشَّرْع إِنَّمَا يعْتد بِالْعَمَلِ الَّذِي فِيهِ النِّيَّة ) كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/8
وقال النووي رحمه الله تعالي (فَتَقْدِيرُ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّ الأعمال تحسب بنية ولا تحسب إِذَا كَانَتْ بِلَا نِيَّةٍ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أن الطهارة وهى الوضوء والغسل والتيمم لاتصح إلا بالنية وكذلك الصلوة والزكاة وَالصَّوْمُ وَالْحَجُّ وَالِاعْتِكَافُ وَسَائِرُ الْعِبَادَاتِ ) شرح النووي علي مسلم 13/54
وقال بن حجر رحمه الله تعالي في قوله صلي الله عليه وسلم وإنما لكل إمرئ ما نوي (مَفْهُومَهُ أَنَّ مَنْ لَمْ يَنْوِ شَيْئًا لَمْ يَحْصُلْ لَهُ )) فتح الباري 12/372
ولا شك أن الغسل للجمعة من العبادات فلا بد له من نية .
قال بن قدامة رحمة الله تعالي ((ويفتقر الغسل إلى النية لأنه عبادة محضة فافتقر إلى النية كتجديد الوضوء)) 2/275
قلت وكما أن النية شرط من شروط صحة الوضوء كذلك النية شرط من شروط صحة الغسل وهذا المغتسل للجنابة وحدها دون الجمعة لم ينوي فكيف يجزئ عنه هذا الغسل في عبادة أخري لم ينوها .
وقد درست في أصول الفقه في مبحث الصحة والبطلان أن الأعمال حتي يحكم بصحتها لابد أن تكون مستوفية الشروط ومكتملة الأركان وإلا كانت باطلة ولم يترتب عليه أثرها الشرعي مطلقا
قال الدكتور عبد الكريم زيدان ( أفعال المكلفين إذا وقعت مستوفية أركانها وشروطها حكم الشارع بصحتها وإذا لم تقع علي هذا الوجه حكم الشارع ببطلانها) الوجيز 1/65
قلت وهذا فقد شرط وهو النية فلا يجزئ
ويشهد له حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي وَأَنَا أَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: غُسْلٌ مِنْ جَنَابَةٍ أَوْ لِلْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ جَنَابَةٍ. قَالَ: أَعِدْ غُسْلًا آخَرَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَانَ فِي طَهَارَةٍ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» تقدم تخريجه
فهذا أبي قتادة رضي الله عنه لا يري إجزاء غسل الجنابة عن غسل الجمعة بل طلب من ابنه أن يعيد غسلا أخر للجمعة .
وأما الاستدلال بحديث( من غسل واغتسل ) وحديث ( إلا أن تكونوا جنبا ) فلا حجة لهم فيهما فحديث (من غسل واغتسل) ليس المراد منه ما ذكروا من أن المعني المراد جامع زوجته واغتسل من الجنابة وإنما معني الحديث من غسل رأسه واغتسل وهذا من تفسير السنة بالسنة فعن عن أوس الثقفي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل ............ الحديث » رواه ابو داود في السنن 1/95/349 وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1/2/346
وأما حديث (إلا أن تكونوا جنبا ) فقد تقدم كلام الحافظ بن حجر في أن الاستدلال به علي هذا المعني فيه بعد فقال رحمه الله تعالي (وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى ذَلِكَ بُعْدٌ نَعَمْ روى بن حبَان من طَرِيق بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا جُنُبًا وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَطْلُوبِ لَكِنَّ رِوَايَةَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أصح")) فتح الباري 2/373
سلمنا أن معني الحديثين كما ذكرتم فليس لكم فيهما حجة أيضا فليس في الحديثين دليل علي جواز الاقتصار علي غسل واحد للجنابة دون نية الجمعة وإنما غايتهما الاستدلال بجواز الاقتصار علي غسل واحد يجمع النيتين وقد قدمت الاتفاق علي هذا .اما كلام بن رشد وبن عثيمين وغيرهما في أن غسل الجمعة قصد به النظافة وقد حصلت بغسل الجنابة فيرد عليهم بن دقيق العيد بقوله
(بِخِلَافِ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَنِ الْجَنَابَةِ فَإِنَّهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ غُسْلُ الْجُمُعَةِ عَلَى الرَّاجِحِ لِأَنَّ غُسْلَ الْجُمُعَةِ يُنْظَرُ فِيهِ إِلَى التَّعَبُّدِ لَا إِلَى مَحْضِ التَّنْظِيفِ فَلَا بُدَّ فِيهِ مِنَ الْقَصْدِ إِلَيْهِ)) تحفة الاحوذي 5/232
والمقصود من كلام بن دقيق العيد رحمه الله تعالي أننا ننظر الي حصول الأجر والثواب وخلو وبراءة الذمة بالعمل هل يحصل ام لا
وخلاصة هذه المسألة أن الاغتسال للجنابة يوم الجمعة بنية رفع الجنابة فقط إنما يجزئ عن الجنابة فقط ولا يجزئ عن الغسل الجمعة . والله تعالي اعلم
المسألة الثالثة
فيمن كان جنبا ونوي غسل الجمعة فقط ولم ينوي غسل الجنابة
اختلف أهل العلم في هذه المسألة علي ثلاث أقوال
الأول
أنه لا يجزئه عن غسل الجنابة ويجزئه عن غسل الجمعة وهو قول جمهور أهل العلم قال النووي رحمه الله تعالي في المجموع (ولو نوى غسل الجمعة لم تحصل الجنابة على المذهب وبه قطع المصنف والجمهور)
((وسئل مالك عن رجل قام من الليل فاحتلم فأصبح ولم يشعر، وكانت ليلة جمعة، فحضرت الصلاة فاغتسل للجمعة ثم راح وصلى، ثم علم بذلك فوجده في ثوبه، فقال: أرى أن يغتسل الثانية ويعيد الصلاة ظهرا أربعا. فقيل له: ألا ترى غسل الجمعة يكفيه؟ قال: لا، «إنما الأعمال بالنية») البيان والتحصيل 1/58
قال الشافعي ((" وإن نوى بالغسل الجمعة والعيد لَمْ يُجْزِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ حَتَّى يَنْوِيَ مِنَ الْجَنَابَةِ ")).الحاوي الكبير 1/3
قال الماوردي ((أَنْ يُجْزِئَهُ عَنِ الْجُمُعَةِ الَّتِي نَوَاهَا دُونَ الْجَنَابَةِ الَّتِي لَمْ يَنْوِهَا، وَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَجُمْهُورِ أَصْحَابِنَا لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَإِنَّمَا لِكُلِ امرئٍ مَا نَوَى ".)) الحاوي الكبير 1/376
قال بن رشد (لأن الذي اغتسل للجمعة وهو لا يعلم بالجنابة لم يقصد إلى رفع حدث الجنابة؛ إذ لم يعلم بها، وإنما اغتسل للجمعة غسل سنة لا لرفع حدث ) البيان والتحصيل 1/58
والثاني
يجزئه عن الجمعة والجنابة جميعا ((وَمِمَّنْ قَالَ بهذا من أصحاب مالك بن وهب وأشهب وبن نافع وبن كِنَانَةَ وَمُطَرِّفٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْمُزَنِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ)) بن عبد البر في الاستذكار 1/265
وقالوا ((لِأَنَّهُ اغْتَسَلَ لِلصَّلَاةِ وَاسْتَبَاحَهَا وَلَيْسَ عَلَيْهِ مُرَاعَاةُ الْحَدَثِ وَنَحْوِهِ كَمَا لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُرَاعِيَ حَدَثَ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ وَالرِّيحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَإِنَّمَا عَلَيْهِ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فَكَذَلِكَ الْغُسْلُ لِلصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُجْزِئُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ)) المصدر السابق
والثالث
لا يجزئه عن الجمعة ولا عن الجنابة ((فيه وجهان لأصحابنا(يقصد الحنابلة ) والشافعية)) بن رجب الحنبلي فتح الباري 8/9
وهو قول ابْنُ الْمَاجِشُونِ من المالكية (الذخيرة للقرافي 1/307)
قلت و الراحج في هذه المسألة والله اعلم القول الأول بحصول الجمعة دون الجنابة
لقوله صلي الله عليه وسلم («إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى ») متفق عليه وهذا قد نوي الجمعة ولم ينوي الجنابة
قال الشيخ بن عثيمين رحمة الله تعالي ((وإذا نوى غسل الجمعة لم يكفه عن غسل الجنابة، لماذا؟ لأن غسل الجمعة واجبٌ عن غير حدث، وغسل الجنابة واجبٌ عن حدث، فلابد من نية ترفع هذا الحدث.)) فتاوي بن عثيمين 16/138ويؤيد هذا القول أن الرجل لو اغتسل يوم الجمعة ثم أجنب فلا يلزمه إعادة غسل الجمعة بل يكفيه الغسل بنية الجنابة قال النووي رحمة الله تعالي ((ولو اغتسل بعد الفجر ثم أجنب لم يبطل غسل الجمعة عندنا قال الماوردي وبه قال العلماء كافة إلا الأوزاعي فإنه أبطله: دليلنا أن غسل الجمعة يراد للتنظيف فإذا تعقبه غسل الجنابة لم يبطله بل هو أبلغ في النظافة )) المجموع 2/201
خلاصة البحث
اتفق العلماء علي كون إجزاء غسل واحد بنيتين عن غسل الجنابة وغسل الجمعة ونقل الإجماع علي هذا بن عبد البر ونفي الخلاف فيه غير واحد من أهل العلم .
اختلفوا فيمن نوي الجنابة ولم ينوي الجمعة فإتفقوا أولا علي حصول الجنابة واختلفوا في حصول الجمعة والراجح كما تقدم عدم حصولها بلا نية
اختلفوا فيمن نوي الجمعة دون الجنابة والراجح فيها حصول الجمعة دون الجنابة كما تقدم .
هذا مايسره الله لي في هذه المسألة فما كان من توفيق فهو من الله وحده وما كان من تقصير فمني ومن الشيطان وأسأل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه وأن ينفع به من قرأه ويبارك فيه .

هذا والله اعلم ورد العلم إليه اسلم .

بحث مسألة اجتماع غسل الجنابة وغسل الجمعة


بحث مسألة اجتماع غسل الجنابة وغسل الجمعة 





ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن بضلل فلا هادي له وأشهد ان لا اله الا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
أما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالي وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
وبعد
فهذا بحث بسيط في مسألة اجتماع غسل الجنابة وغسل الجمعة هل يجزئ احدهما عن الأخر أم لا بد أن يغتسل لكل منهما غسلا خاصا به ؟ وفيه مسائل

أولا : اتفق أهل العلم علي أن من اغتسل للجنابة والجمعة غسلا واحدا أن ذلك الغسل يجزئه عن هما بشرط أن ينويهما جميعا .
بل ونقل بن عبد البر الإجماع علي هذا فقال رحمه الله تعالي ((وَأَجْمَعُوا أَنَّ مَنِ اغْتَسَلَ يَنْوِي الْغُسْلَ لِلْجَنَابَةِ وَلِلْجُمُعَةِ جَمِيعًا فِي وَقْتِ الرَّوَاحِ أَنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُهُ مِنْهُمَا جَمِيعًا وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْدَحُ فِي غُسْلِ الْجَنَابَةِ وَلَا يَضُرُّهُ اشْتِرَاكُ النِّيَّةِ فِي ذَلِكَ إِلَّا قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الظَّاهِرِ شَذُّوا)) التمهيد 14/153
ونفي الخلاف في هذه الحالة بن قدامة وبن رجب رحمهما الله تعالي
قال بن قدامة ((فإن اغتسل للجمعة والجنابة غسلا واحدا ونواهما، أجزأه، ولا نعلم فيه خلافا)) المغني 2/257
وقال الحافظ بن رجب ((أما إن نواهما بالغسل، فإنه يحصل له رفع حدث الجنابة وسنة غسل الجمعة بغير خلافٍ بين العلماء.)) فتح الباري لأبن رجب 8/91
وقال الدكتور وهبة الزحيلي ((ومن اغتسل لجنابة أو نحوها كحيض، مع غسل جمعة أو عيد، أجزأه الغسل عنهما إذا نوى الجنابة وأتبعها الجمعة باتفاق المذاهب، كما لو نوى الفرض وتحية المسجد عند الشافعية، وكما اغتسل لفرضي جنابة وحيض اتفاقا.)) الفقه الإسلامي و أدلته للزحيلي 1/542
أدلتهم في هذا
1- قول النبي صلي الله عليه وسلم «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى » متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ووجه الدلالة أنه نواهما معاً ، والأعمال بالنيات .
2- حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَسَلَ وَاغْتَسَلَ وَغَدَا، وَابْتَكَرَ، وَدَنَا فَاقْتَرَبَ وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ قِيَامِ سَنَةٍ وَصِيَامِهَا»
ووجهه علي قول بعض أهل العلم أن معناه جامع واغتسل، فكانا غُسلين في غُسل واحد .قاله بن قدامة وحكاه عن احمد وجماعة .
قال بن قدامة رحمه الله تعالي بعد قوله المتقدم ((وقد ذكرنا أن معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - «من غسل واغتسل» أي: جامع واغتسل، ولأنهما غسلان اجتمعا، فأشبها غسل الحيض والجنابة)) 2/257،258
قال بن عثيمين رحمه الله تعالي ((فقول: (غسل واغتسل) بعض العلماء يقول: غسل الأذى ونظف بدنه، واغتسل اغتسال الجنابة المعروف، وبعضهم يقول: من غسل: أي من جامع زوجته؛ لأن جماعه إياها يستلزم أن تغتسل وهذا يدل على أن الغسل الواحد يكفي )) فتاوي بن عثيمين 16/138
3- لِأَنّه أشبه اجتماع غسل الْجَنَابَةِ وَالْحَيْضِ. قال النووي رحمه الله تعالي (فان كان جنبا فنوى بالغسل الجنابة والجمعة اجزأه عنهما كما لو اغتسلت المرأة ونوت الجنابة والحيض)) المجموع 4/533
المسألة الثانية
فيمن اغتسل للجنابة والجمعة غسلا واحدا بنية غسل الجنابة وحده ولم ينوي غسل الجمعة هل يجزئه هذا الغسل عنهما ؟
قدمنا اتفاق أهل العلم علي إجزاء الغسل الواحد بجمع النيتين للجنابة والجمعة
واختلفوا فيمن اغتسل يوم الجمعة بنية الجنابة فقط ولم ينوي غسل الجمعة هل يجزئه هذا الغسل عنهما جميعا
فاتفقوا علي إجزائه عن الجنابة قال النووي (ولو نوى الغسل للجنابة حصل بلا خلاف وفي حصول غسل الجمعة قولان.) المجموع 4/535
فاتفقوا علي حصول الجنابة واختلفوا في حصول الجمعة علي قولين :
القول الأول أن هذا لا يجزئه عن غسل الجمعة ((وهو المشهور عن مالكٍ، وروي نحوه عن الأوزاعي، وأحد الوجهين لأصحاب الشافعي وأحمد، ونص عليه أحمد في رواية الشالنجي.)) فتح الباري لأبن رجب 8/91
أدلة أصحاب هذا القول
1- قول النبي صلي الله عليه وسلم «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى » متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه . والمغتسل لم ينوي غسل الجمعة وإنما نوي الجنابة فقط
2- حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي وَأَنَا أَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: غُسْلٌ مِنْ جَنَابَةٍ أَوْ لِلْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ جَنَابَةٍ. قَالَ: أَعِدْ غُسْلًا آخَرَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَانَ فِي طَهَارَةٍ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» أخرجه بن خزيمة (2/129/1760) والطبراني في الأوسط (8/130/8180) والبيهقي في السنن (1/446/1424) والحاكم في المستدرك (1/419/1044) والحديث حسنه الألباني رحمه الله تعالي في صحيح الترغيب ( 1/172/704) وفي الصحيحة (5/413/2321)
القول الثاني : أن هذا الغسل يجزئه عن غسل الجمعة ((وهو أحد قولي الشافعي، وقول أشهب المالكي، وهو نص الشافعي، وقول أبي حنيفة وإسحاق، مع كون أبي حنيفة يعتبر النية لنقل الطهارة، وحكاه ابن عبد البر عن عبد العزيز بن أبي سلمة والثوري والشافعي والليث بن سعد والطبري )) فتح الباري لأبن رجب 8/91
وأدلة أصحاب هذا القول هي نفس أدلة المسألة الأولي ويزاد عليها حديث طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: زَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وإن لم تَكُونُوا جُنُبًا، وَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ».قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الطِّيبُ فَلَا أَدْرِي، وَأَمَّا الْغُسْلُ فَنَعَمْ. البخاري 2/4/884
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري ((قَوْلُهُ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا مَعْنَاهُ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا لِلْجَنَابَةِ وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا لِلْجُمُعَةِ وَأُخِذَ مِنْهُ أَنَّ الِاغْتِسَالَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِلْجَنَابَةِ يُجْزِئُ عَنِ الْجُمُعَةِ سَوَاءٌ نَوَاهُ لِلْجُمُعَةِ أَمْ لَا وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى ذَلِكَ بُعْدٌ نَعَمْ روى بن حبَان من طَرِيق بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا جُنُبًا وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَطْلُوبِ لَكِنَّ رِوَايَةَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أصح")) فتح الباري 2/373
وقال بن حبان رحمه الله ((قَوْلُهُ: "إِلَّا أَنْ تَكُونُوا جُنُبًا" فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الِاغْتِسَالَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ انْفِجَارِ الصُّبْحِ يُجْزِئُ عَنِ الِاغْتِسَالِ لِلْجُمُعَةِ )) صحيح بن حبان 7/22
وبه قال بدر الدين العيني (وَمِمَّا يُسْتَفَاد مِنْهُ: أَن الِاغْتِسَال يَوْم الْجُمُعَة للجنابة يجوز عَن الْجُمُعَة، سَوَاء نَوَاه للْجُمُعَة أَو لَا) عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني ( 6/177)
وكذلك أن المقصود بغسل الجمعة هو النظافة وقد حصلت بغسل الجنابة قال بن رشد (وأما قوله: " إنه يجزئ غسل الجنابة من غسل الجمعة إذا كان عند الرواح فهو صحيح؛ لأن غسل الجمعة ليس لرفع حدث، وإنما هو لما شرع لها من التنظف وقد حصل التنظف لها بالغسل للجنابة) البيان والتحصيل 1/59
وبهذا قالت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة ((غسل الجنابة يكفي عن غسل الجمعة؛ لأن المقصود بغسل الجمعة: التنظف وإزالة الروائح الكريهة من الجسم، وهذا يحصل بالغسل من الجنابة. ولكن يشرع أن ينوي دخول غسل الجمعة في غسل الجنابة ليحصل له الأجر في ذلك.)) فتاوي اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ بن باز وعضوية كلا من الشيخ بكر أبو زيد والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ عبد الله بن غديان المجموعة الثانية 4/153
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالي ((إذا اجتمعت عبادتان فهل يُكتفى بإحداهما عن الأخرى؟ إن كانت العبادة مقصودة بذاتها فإنها لا تجزئ عن الأخرى، لابد من فعل الثنتين جميعاً، وإذا كانت غير مقصودة بذاتها، وإنما المقصود حصول هذا الفعل بأي وصف وصفناه، اكتُفي بواحدة عن الأخرى، فمثلاً الغسل يوم الجمعة عن جنابة ومن أجل الجمعة نقول: المقصود بغسل يوم الجمعة هو: الطهارة والتنظف، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام للصحابة الذين يأتون من العوالي ومن أمكنة بعيدة ويكون فيهم العرق والرائحة قال: (لو أنكم تطهرتم يومكم هذا) فهنا المقصود والتطيب لكن بأمر الرسول به صار عبادة.
نقول الآن: إذا نوى بغسل الجنابة كفى عن غسل الجمعة، كما تكفي الفريضة عن تحية المسجد )) لقاء الباب المفتوح رقم 136 في ظلال تفسير آيات من سورة (ق) دروس صوتية قام بتفريغها الشبكة الإسلامية
قلت والراجح في هذه المسألة والله أعلم هو القول الأول القائل بعدم إجزاء الغسل بنية الجنابة وحدها عن غسل الجمعة وذلك لأن غسل الجمعة عبادة مستقلة لابد لها من نية وحيث لا نية فلا عمل وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى » متفق عليه .
وهذا المغتسل للجنابة وحدها دون الجمعة لم ينوي فكيف يجزئ عنه هذا الغسل في عبادة أخري لم ينوها .
قال بن عبد البر رحمه الله تعالي ((الصَّحِيحُ فِي هَذَا الْبَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ لَا تُجْزِئُ طَهَارَةٌ لِلصَّلَاةِ إِلَّا بِنِيَّةٍ لَهَا وَقَصْدٍ إِلَيْهَا لِأَنَّ الْمُفْتَرَضَاتِ لَا تُؤَدَّى إِلَّا بِقَصْدٍ وَإِرَادَةٍ وَلَا يُسَمَّى الْفَاعِلُ فَاعِلًا حَقِيقَةً إِلَّا بِقَصْدٍ مِنْهُ إِلَى الْفِعْلِ وَمُحَالٌ أَنْ يتأدى عَنِ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَقْصِدْ إِلَى أَدَائِهِ وَيَنْوِيهِ بِفِعْلِهِ لِأَنَّهُ لَا تَكُونُ قُرْبَةٌ إِلَّا مِنْ مُتَقَرِّبٍ بِهَا قَدِ انْطَوَى ضَمِيرُهُ عَلَيْهَا وَهُوَ الْإِخْلَاصُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ . الاستذكار 1/265
قال النووي ((ولو نوى الغسل للجنابة حصل بلا خلاف وفي حصول غسل الجمعة قولان (أصحهما) عند المصنف في التنبيه والأكثرين لا يحصل لأن الأعمال بالنيات ولم ينوه (وأصحهما) عند البغوي حصوله والمختار أنه لا يحصل )) المجموع 4/535
قال بن عبد البر((ولو لم يذكر الجمعة في غسله للجنابة لم يكن مغتسلا للجمعة ولا يضر ذلك بجمعته )) الكافي 1/165
وقال بن الجوزي رحمه الله تعالي في تعليقه علي حديث إنما الأعمال بالنيات قال(وَقد أَفَادَ هَذَا الحَدِيث أَن الشَّرْع إِنَّمَا يعْتد بِالْعَمَلِ الَّذِي فِيهِ النِّيَّة ) كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/8
وقال النووي رحمه الله تعالي (فَتَقْدِيرُ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّ الأعمال تحسب بنية ولا تحسب إِذَا كَانَتْ بِلَا نِيَّةٍ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أن الطهارة وهى الوضوء والغسل والتيمم لاتصح إلا بالنية وكذلك الصلوة والزكاة وَالصَّوْمُ وَالْحَجُّ وَالِاعْتِكَافُ وَسَائِرُ الْعِبَادَاتِ ) شرح النووي علي مسلم 13/54
وقال بن حجر رحمه الله تعالي في قوله صلي الله عليه وسلم وإنما لكل إمرئ ما نوي (مَفْهُومَهُ أَنَّ مَنْ لَمْ يَنْوِ شَيْئًا لَمْ يَحْصُلْ لَهُ )) فتح الباري 12/372
ولا شك أن الغسل للجمعة من العبادات فلا بد له من نية .
قال بن قدامة رحمة الله تعالي ((ويفتقر الغسل إلى النية لأنه عبادة محضة فافتقر إلى النية كتجديد الوضوء)) 2/275
قلت وكما أن النية شرط من شروط صحة الوضوء كذلك النية شرط من شروط صحة الغسل وهذا المغتسل للجنابة وحدها دون الجمعة لم ينوي فكيف يجزئ عنه هذا الغسل في عبادة أخري لم ينوها .
وقد درست في أصول الفقه في مبحث الصحة والبطلان أن الأعمال حتي يحكم بصحتها لابد أن تكون مستوفية الشروط ومكتملة الأركان وإلا كانت باطلة ولم يترتب عليه أثرها الشرعي مطلقا
قال الدكتور عبد الكريم زيدان ( أفعال المكلفين إذا وقعت مستوفية أركانها وشروطها حكم الشارع بصحتها وإذا لم تقع علي هذا الوجه حكم الشارع ببطلانها) الوجيز 1/65
قلت وهذا فقد شرط وهو النية فلا يجزئ
ويشهد له حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي وَأَنَا أَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: غُسْلٌ مِنْ جَنَابَةٍ أَوْ لِلْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: مِنْ جَنَابَةٍ. قَالَ: أَعِدْ غُسْلًا آخَرَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَانَ فِي طَهَارَةٍ إِلَى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» تقدم تخريجه
فهذا أبي قتادة رضي الله عنه لا يري إجزاء غسل الجنابة عن غسل الجمعة بل طلب من ابنه أن يعيد غسلا أخر للجمعة .
وأما الاستدلال بحديث( من غسل واغتسل ) وحديث ( إلا أن تكونوا جنبا ) فلا حجة لهم فيهما فحديث (من غسل واغتسل) ليس المراد منه ما ذكروا من أن المعني المراد جامع زوجته واغتسل من الجنابة وإنما معني الحديث من غسل رأسه واغتسل وهذا من تفسير السنة بالسنة فعن عن أوس الثقفي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل ............ الحديث » رواه ابو داود في السنن 1/95/349 وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1/2/346
وأما حديث (إلا أن تكونوا جنبا ) فقد تقدم كلام الحافظ بن حجر في أن الاستدلال به علي هذا المعني فيه بعد فقال رحمه الله تعالي (وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى ذَلِكَ بُعْدٌ نَعَمْ روى بن حبَان من طَرِيق بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا جُنُبًا وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمَطْلُوبِ لَكِنَّ رِوَايَةَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أصح")) فتح الباري 2/373
سلمنا أن معني الحديثين كما ذكرتم فليس لكم فيهما حجة أيضا فليس في الحديثين دليل علي جواز الاقتصار علي غسل واحد للجنابة دون نية الجمعة وإنما غايتهما الاستدلال بجواز الاقتصار علي غسل واحد يجمع النيتين وقد قدمت الاتفاق علي هذا .اما كلام بن رشد وبن عثيمين وغيرهما في أن غسل الجمعة قصد به النظافة وقد حصلت بغسل الجنابة فيرد عليهم بن دقيق العيد بقوله
(بِخِلَافِ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَنِ الْجَنَابَةِ فَإِنَّهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ غُسْلُ الْجُمُعَةِ عَلَى الرَّاجِحِ لِأَنَّ غُسْلَ الْجُمُعَةِ يُنْظَرُ فِيهِ إِلَى التَّعَبُّدِ لَا إِلَى مَحْضِ التَّنْظِيفِ فَلَا بُدَّ فِيهِ مِنَ الْقَصْدِ إِلَيْهِ)) تحفة الاحوذي 5/232
والمقصود من كلام بن دقيق العيد رحمه الله تعالي أننا ننظر الي حصول الأجر والثواب وخلو وبراءة الذمة بالعمل هل يحصل ام لا
وخلاصة هذه المسألة أن الاغتسال للجنابة يوم الجمعة بنية رفع الجنابة فقط إنما يجزئ عن الجنابة فقط ولا يجزئ عن الغسل الجمعة . والله تعالي اعلم
المسألة الثالثة
فيمن كان جنبا ونوي غسل الجمعة فقط ولم ينوي غسل الجنابة
اختلف أهل العلم في هذه المسألة علي ثلاث أقوال
الأول
أنه لا يجزئه عن غسل الجنابة ويجزئه عن غسل الجمعة وهو قول جمهور أهل العلم قال النووي رحمه الله تعالي في المجموع (ولو نوى غسل الجمعة لم تحصل الجنابة على المذهب وبه قطع المصنف والجمهور)
((وسئل مالك عن رجل قام من الليل فاحتلم فأصبح ولم يشعر، وكانت ليلة جمعة، فحضرت الصلاة فاغتسل للجمعة ثم راح وصلى، ثم علم بذلك فوجده في ثوبه، فقال: أرى أن يغتسل الثانية ويعيد الصلاة ظهرا أربعا. فقيل له: ألا ترى غسل الجمعة يكفيه؟ قال: لا، «إنما الأعمال بالنية») البيان والتحصيل 1/58
قال الشافعي ((" وإن نوى بالغسل الجمعة والعيد لَمْ يُجْزِهِ مِنَ الْجَنَابَةِ حَتَّى يَنْوِيَ مِنَ الْجَنَابَةِ ")).الحاوي الكبير 1/3
قال الماوردي ((أَنْ يُجْزِئَهُ عَنِ الْجُمُعَةِ الَّتِي نَوَاهَا دُونَ الْجَنَابَةِ الَّتِي لَمْ يَنْوِهَا، وَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَجُمْهُورِ أَصْحَابِنَا لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " وَإِنَّمَا لِكُلِ امرئٍ مَا نَوَى ".)) الحاوي الكبير 1/376
قال بن رشد (لأن الذي اغتسل للجمعة وهو لا يعلم بالجنابة لم يقصد إلى رفع حدث الجنابة؛ إذ لم يعلم بها، وإنما اغتسل للجمعة غسل سنة لا لرفع حدث ) البيان والتحصيل 1/58
والثاني
يجزئه عن الجمعة والجنابة جميعا ((وَمِمَّنْ قَالَ بهذا من أصحاب مالك بن وهب وأشهب وبن نافع وبن كِنَانَةَ وَمُطَرِّفٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْمُزَنِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ)) بن عبد البر في الاستذكار 1/265
وقالوا ((لِأَنَّهُ اغْتَسَلَ لِلصَّلَاةِ وَاسْتَبَاحَهَا وَلَيْسَ عَلَيْهِ مُرَاعَاةُ الْحَدَثِ وَنَحْوِهِ كَمَا لَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُرَاعِيَ حَدَثَ الْبَوْلِ وَالْغَائِطِ وَالرِّيحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَحْدَاثِ وَإِنَّمَا عَلَيْهِ أَنْ يَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ فَكَذَلِكَ الْغُسْلُ لِلصَّلَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُجْزِئُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ)) المصدر السابق
والثالث
لا يجزئه عن الجمعة ولا عن الجنابة ((فيه وجهان لأصحابنا(يقصد الحنابلة ) والشافعية)) بن رجب الحنبلي فتح الباري 8/9
وهو قول ابْنُ الْمَاجِشُونِ من المالكية (الذخيرة للقرافي 1/307)
قلت و الراحج في هذه المسألة والله اعلم القول الأول بحصول الجمعة دون الجنابة
لقوله صلي الله عليه وسلم («إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى ») متفق عليه وهذا قد نوي الجمعة ولم ينوي الجنابة
قال الشيخ بن عثيمين رحمة الله تعالي ((وإذا نوى غسل الجمعة لم يكفه عن غسل الجنابة، لماذا؟ لأن غسل الجمعة واجبٌ عن غير حدث، وغسل الجنابة واجبٌ عن حدث، فلابد من نية ترفع هذا الحدث.)) فتاوي بن عثيمين 16/138ويؤيد هذا القول أن الرجل لو اغتسل يوم الجمعة ثم أجنب فلا يلزمه إعادة غسل الجمعة بل يكفيه الغسل بنية الجنابة قال النووي رحمة الله تعالي ((ولو اغتسل بعد الفجر ثم أجنب لم يبطل غسل الجمعة عندنا قال الماوردي وبه قال العلماء كافة إلا الأوزاعي فإنه أبطله: دليلنا أن غسل الجمعة يراد للتنظيف فإذا تعقبه غسل الجنابة لم يبطله بل هو أبلغ في النظافة )) المجموع 2/201
خلاصة البحث
اتفق العلماء علي كون إجزاء غسل واحد بنيتين عن غسل الجنابة وغسل الجمعة ونقل الإجماع علي هذا بن عبد البر ونفي الخلاف فيه غير واحد من أهل العلم .
اختلفوا فيمن نوي الجنابة ولم ينوي الجمعة فإتفقوا أولا علي حصول الجنابة واختلفوا في حصول الجمعة والراجح كما تقدم عدم حصولها بلا نية
اختلفوا فيمن نوي الجمعة دون الجنابة والراجح فيها حصول الجمعة دون الجنابة كما تقدم .
هذا مايسره الله لي في هذه المسألة فما كان من توفيق فهو من الله وحده وما كان من تقصير فمني ومن الشيطان وأسأل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه وأن ينفع به من قرأه ويبارك فيه .

هذا والله اعلم ورد العلم إليه اسلم .


ترجمة فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد النقيب حفظه الله تعالي




ترجمة الشيخ (حفظه الله)
الاسم: أحمد بن عبد الرحمن النقيب
محل الميلاد: مركز السنبلاوين – محافظة الدقهلية – مصر.
العمل: أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية التربية – جامعة المنصورة.
المؤهلات العلمية:
- ماجستير فى اللغة العربية وآدابها.
- دكتوراه فى الدراسات اللغوية والإسلامية – كلاهما من كلية الآداب – جامعة القاهرة.
الحالة الإجتماعية:
له أولاد – بارك الله فيهم ، وأعانه على تربيتهم.
موجز الحياة:
وُلد بالسنبلاوين ، وعاش بها طرفا من حياته ، كما تنقل بحكم الطلب والعمل ما بين المنزلة والقاهرة والمنصورة ، وهو الآن يسكن المنصورة.
الموجز الدعوى:
له مجهودات دعوية منذ الصغر ، فكان يُدَرِّس القرآن ويُحَفِّظُه وهو فى الإعدادية ، كما كانت له دعوة فى مدرسته الثانوية ، وكان لجهده الدعوى المتميز – كما يُظن فيه – أثره فى حب زملائه له ، وإقبالهم على دروسه فى الفقه والعقيدة والقرآن والتفسير ؛ ولذا ابتلى فى سنة 1981 ومكث بالسجن سنة ونصف – جعل الله ذلك فى ميزان حسناته – ولا زالت جهوده الدعوية فى الدروس والمحاضرات ومخالطة الخلق بشرع الله إلى يومنا هذا – ختم الله حياته بالخير ، وستره فى الدنيا والآخرة ، وتجاوز عنه بعفوه وجوده وإحسانه.
الموجز العلمى:
بدأ طلب العلم صغيرا ، فحفظ القرآن دون العاشرة ، وتلقى مبادئ العلوم فى القرآن والفقه وغيرها على يد رهط من علماء الأزهر بالسنبلاوين آنذاك منهم والده ، والشيخ حافظ حنيش والشيخ إبراهيم أبو جلاب وغيرهم – رحمهم الله جميعا – كما تلقى فى أوائل طلبه الأصول والعقيدة على يد الشيخ عبد السلام بسيونى – حفظه الله وأمد فى عمره – وهو أحد تلامذة الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطى ؛ صاحب أضواء البيان – عليه رحمة الله تعالى - .
كما استفاد كثيرا من الأصول والفقه من العلامة عبد الجليل القرنشاوى ، شيخ الأصوليين – رحمه الله – وأيضا العلامة الحسينى الشيخ [والد الدكتور/ عبد الفتاح الشيخ – رئيس جامعة الأزهر الأسبق] ، وتلقى أيضا الأصول والفروق الأصولية على الشيخ العلامة جاد الرب الأزهرى ، وكلهم كان يدرس فى كلية الشريعة بالأزهر فى القاهرة خلال سنوات [88 – 1990م].
واستفاد أيضا من الفرضى العلامة الشيخ إبراهيم مدكور ، وقرأ عليه قطعة من الفرائض ، واستفاد أيضا من الشيخ أحمد العوضى وقرأ عليه جزءاً من بداية المجتهد لابن رشد.
واستفاد اللغة ومناهج البحث والتحقيق على يد جمهرة من الأعلام منهم العلامة الدكتور/ محمود على مكى ، صاحب التحقيقات اللغوية والأدبية والأندلسية العجيبة ، وأيضا العلامة الدكتور/ عبد الحكيم راضى الذى تولى لاحقا إصدار سلسلة الذخائر ، فأجاد وأحسن – أمد الله فى عمره – وأيضا العلامة الدكتور/ شوقى ضيف – عليه رحمة الله – الذى ترأس مجمع اللغة العربية ، وأثرى المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المصنفات التى زادت على المائة مصنف ، وغيرهم الكثير والكثير ...
وقد استفاد أوائل طلبته من أخيه فى الله الشيخ/ سامى بن العربى – الذى أجازه بإجازاته ، واستفاد أيضا من زوج أخته الشيخ العلامة أحمد سعيد – عليه رحمة الله تعالى – شيخ القراءات بالمدينة المنورة ، وقد عاش فيها آخر حياته وبها دفن ، وأيضا استفاد من ابن أخته الشيخ أيمن وهو من الأثبات المهرة فى القراءات ، وله أسانيد طيبة وإجازات نافعة فى ضروب شتى من العلم ، وقد أجازه بإجازات مدبجة فى كتب العقيدة والأصول والفقه والقراءات وغيرها.
ولـه استفادات طيبة من شيوخ وطلبة العلم فى وقته ، فلقد رأى وسمع من الشيخ الألبانى فى السبعينات من القرن الفائت فى بلده السنبلاوين وشرحه لحديث "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر ...." سمعه بأذنه منه. كما استفاد من الشيوخ/ محمد بن اسماعيل ، وأبى اسحاق الحوينى ، وأحمد فريد وغيرهم كثير ، بارك الله فى طلبة العلم وشيوخه.
موجز المصنفات المطبوعة:
1- المنة الرضية شرح قوله (صلى الله عليه وسلم) "إنما الأعمال بالنية".
2- إرضاء رب الأنام بشرح عمدة الأحكام (الجزء الأول).
3- إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف.
4- الوقف الإسلامى ودوره فى الاقتصاد المصرى الحديث.
5- الضحو بمعرفة النحو (الجزء الأول).
6- القول المفيد فى أحكام الصيام والاعتكاف وزكاة الفطر والعيد.
7- المجمل الصحيح من أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم).
8- التركيب النحوى ودوره فى تفسير القرآن ، دراسة لأسلوب النداء فى سورة البقرة.
9- دور اللغة فى تأويل القرآن ، دراسة فى مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
10- منهج المدرسة الظاهرية فى تفسير النصوص الدينية – دراسة فى تراث ابن حزم.
11- جلاء العينين بذكر ما ورد فى سورة الكهف من قصة الرجلين.
12- كفاية القارى فى تفسير كلام البارى (الجزء الأول).
13- هداية القاصد لنيل أهم المقاصد.
14- مختصر تحصيل المأمول فيما يجب علمه من الأصول.
الكتب والحواشى المخطوطة:
1- شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2- منة الحميد شرح كتاب التوحيد لشيخ الإسلام ابن عبد الوهاب.
3- حاشية على رسالة اللمع لابن قدامة (فى العقيدة).
4- حاشية على قطف الثمر لصديق حسن خان (فى العقيدة).
5- معيار الالتزام.
6- العموم والخصوص بين اللغويين والأصوليين.
7- حاشية على الإيمان الأوسط لابن تيمية.
8- حاشية على رسالة الإيمان لأبى بكر ابن أبى شيبة.
9- مقال فى علوم الأوائل (قريبا من مائة صفحة).
10- مقدمة فى علوم القرآن.
11- السيف البتار على المدعى الخنفشار.
12- سورة الأعراف ، دراسة فى المجال اللغوى الدلالى.
13- مجمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
14- قراءات فى علم أصول الفقه.
15- الفوائد المنتقاة من البداية والنهاية لابن كثير.
16- اللحظ والتأمل ، قراءة فى كتب المُحْدَثين.
17- الأجزاء (2-6) و (27-30) من كفاية القارى.
18- البدعة وخطورتها فى الدين والحياة.
19- قراءة القرآن وتدبره.
20- سيرة ابن حزم الظاهرى – رح – .
21- سيرة ابن تيمية – رح – .
22- منهجية قراءة السيرة وتاريخ الصحابة
23- شرح العقيدة القيروانية.
المشاريع العلمية
1- إعلام العصر بتراجم نبلاء أهل مصر ومن دخل مصر فى هذا العصر.
2- تحصيل المأمول بما يجب علمه من الأصول.
3- قنص الفرائد وتحرير الفوائد.
4- موسوعة الأسرة.
5- الردود المنجية على الدعاوى المخزية.
6- قراءة النص.
7- الأحاديث الثلاثيات العوالى فى الكتب العشرة ، وهو المسمى بـ "الثلاثيات العاليات فى دواوين السنة المشهورات".
8- تقريب كتاب "المؤانسة" للدينورى.
9- الاتباع وفقه التوحد { وإن تطيعوه تهتدوا }.
10- تدقيق النظر فى أحكام السفر.
11- إحكام الطِّلاوة ببيان أحكام سجود التلاوة.
12- عصر الليمون ، قراءة فى الواقع وتجاربه.
13- مواقع ووقائع ، دراسة رابطة بين الماضى والحاضر.
14- فقه المرض والمعالجين ، دراسة شرعية معاصرة جامعة.
15- فقه المعلم والتدريس ، دراسة شرعية معاصرة جامعة.
16- فقه العمل الوظيفى والحرفى ، دراسة شرعية معاصرة جامعة.
17- المختار الأمثل (جمع عيون التراث الأدبى).
18- قراءة فى أصول الفقه عند الشيعة الرافضة.
19- نظم الدرر (دراسة فى البحث والمنهج والتأصيل والتحقيق).
20- أهلية التكليف ، دراسة أصولية فقهية عقائدية.
21- أسماء الأعلام ، دراسة دلالية دينية اجتماعية.
22- إزالة الدَّغل عن حقيقة العمل.
23- المسافر ... سيرة وذكرى.




 رابط موقع الشيخ 


ترجمة فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد النقيب حفظه الله تعالي


ترجمة فضيلة الشيخ الدكتور/ أحمد النقيب حفظه الله تعالي




ترجمة الشيخ (حفظه الله)
الاسم: أحمد بن عبد الرحمن النقيب
محل الميلاد: مركز السنبلاوين – محافظة الدقهلية – مصر.
العمل: أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية التربية – جامعة المنصورة.
المؤهلات العلمية:
- ماجستير فى اللغة العربية وآدابها.
- دكتوراه فى الدراسات اللغوية والإسلامية – كلاهما من كلية الآداب – جامعة القاهرة.
الحالة الإجتماعية:
له أولاد – بارك الله فيهم ، وأعانه على تربيتهم.
موجز الحياة:
وُلد بالسنبلاوين ، وعاش بها طرفا من حياته ، كما تنقل بحكم الطلب والعمل ما بين المنزلة والقاهرة والمنصورة ، وهو الآن يسكن المنصورة.
الموجز الدعوى:
له مجهودات دعوية منذ الصغر ، فكان يُدَرِّس القرآن ويُحَفِّظُه وهو فى الإعدادية ، كما كانت له دعوة فى مدرسته الثانوية ، وكان لجهده الدعوى المتميز – كما يُظن فيه – أثره فى حب زملائه له ، وإقبالهم على دروسه فى الفقه والعقيدة والقرآن والتفسير ؛ ولذا ابتلى فى سنة 1981 ومكث بالسجن سنة ونصف – جعل الله ذلك فى ميزان حسناته – ولا زالت جهوده الدعوية فى الدروس والمحاضرات ومخالطة الخلق بشرع الله إلى يومنا هذا – ختم الله حياته بالخير ، وستره فى الدنيا والآخرة ، وتجاوز عنه بعفوه وجوده وإحسانه.
الموجز العلمى:
بدأ طلب العلم صغيرا ، فحفظ القرآن دون العاشرة ، وتلقى مبادئ العلوم فى القرآن والفقه وغيرها على يد رهط من علماء الأزهر بالسنبلاوين آنذاك منهم والده ، والشيخ حافظ حنيش والشيخ إبراهيم أبو جلاب وغيرهم – رحمهم الله جميعا – كما تلقى فى أوائل طلبه الأصول والعقيدة على يد الشيخ عبد السلام بسيونى – حفظه الله وأمد فى عمره – وهو أحد تلامذة الشيخ محمد الأمين المختار الشنقيطى ؛ صاحب أضواء البيان – عليه رحمة الله تعالى - .
كما استفاد كثيرا من الأصول والفقه من العلامة عبد الجليل القرنشاوى ، شيخ الأصوليين – رحمه الله – وأيضا العلامة الحسينى الشيخ [والد الدكتور/ عبد الفتاح الشيخ – رئيس جامعة الأزهر الأسبق] ، وتلقى أيضا الأصول والفروق الأصولية على الشيخ العلامة جاد الرب الأزهرى ، وكلهم كان يدرس فى كلية الشريعة بالأزهر فى القاهرة خلال سنوات [88 – 1990م].
واستفاد أيضا من الفرضى العلامة الشيخ إبراهيم مدكور ، وقرأ عليه قطعة من الفرائض ، واستفاد أيضا من الشيخ أحمد العوضى وقرأ عليه جزءاً من بداية المجتهد لابن رشد.
واستفاد اللغة ومناهج البحث والتحقيق على يد جمهرة من الأعلام منهم العلامة الدكتور/ محمود على مكى ، صاحب التحقيقات اللغوية والأدبية والأندلسية العجيبة ، وأيضا العلامة الدكتور/ عبد الحكيم راضى الذى تولى لاحقا إصدار سلسلة الذخائر ، فأجاد وأحسن – أمد الله فى عمره – وأيضا العلامة الدكتور/ شوقى ضيف – عليه رحمة الله – الذى ترأس مجمع اللغة العربية ، وأثرى المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المصنفات التى زادت على المائة مصنف ، وغيرهم الكثير والكثير ...
وقد استفاد أوائل طلبته من أخيه فى الله الشيخ/ سامى بن العربى – الذى أجازه بإجازاته ، واستفاد أيضا من زوج أخته الشيخ العلامة أحمد سعيد – عليه رحمة الله تعالى – شيخ القراءات بالمدينة المنورة ، وقد عاش فيها آخر حياته وبها دفن ، وأيضا استفاد من ابن أخته الشيخ أيمن وهو من الأثبات المهرة فى القراءات ، وله أسانيد طيبة وإجازات نافعة فى ضروب شتى من العلم ، وقد أجازه بإجازات مدبجة فى كتب العقيدة والأصول والفقه والقراءات وغيرها.
ولـه استفادات طيبة من شيوخ وطلبة العلم فى وقته ، فلقد رأى وسمع من الشيخ الألبانى فى السبعينات من القرن الفائت فى بلده السنبلاوين وشرحه لحديث "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر ...." سمعه بأذنه منه. كما استفاد من الشيوخ/ محمد بن اسماعيل ، وأبى اسحاق الحوينى ، وأحمد فريد وغيرهم كثير ، بارك الله فى طلبة العلم وشيوخه.
موجز المصنفات المطبوعة:
1- المنة الرضية شرح قوله (صلى الله عليه وسلم) "إنما الأعمال بالنية".
2- إرضاء رب الأنام بشرح عمدة الأحكام (الجزء الأول).
3- إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف.
4- الوقف الإسلامى ودوره فى الاقتصاد المصرى الحديث.
5- الضحو بمعرفة النحو (الجزء الأول).
6- القول المفيد فى أحكام الصيام والاعتكاف وزكاة الفطر والعيد.
7- المجمل الصحيح من أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم).
8- التركيب النحوى ودوره فى تفسير القرآن ، دراسة لأسلوب النداء فى سورة البقرة.
9- دور اللغة فى تأويل القرآن ، دراسة فى مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
10- منهج المدرسة الظاهرية فى تفسير النصوص الدينية – دراسة فى تراث ابن حزم.
11- جلاء العينين بذكر ما ورد فى سورة الكهف من قصة الرجلين.
12- كفاية القارى فى تفسير كلام البارى (الجزء الأول).
13- هداية القاصد لنيل أهم المقاصد.
14- مختصر تحصيل المأمول فيما يجب علمه من الأصول.
الكتب والحواشى المخطوطة:
1- شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2- منة الحميد شرح كتاب التوحيد لشيخ الإسلام ابن عبد الوهاب.
3- حاشية على رسالة اللمع لابن قدامة (فى العقيدة).
4- حاشية على قطف الثمر لصديق حسن خان (فى العقيدة).
5- معيار الالتزام.
6- العموم والخصوص بين اللغويين والأصوليين.
7- حاشية على الإيمان الأوسط لابن تيمية.
8- حاشية على رسالة الإيمان لأبى بكر ابن أبى شيبة.
9- مقال فى علوم الأوائل (قريبا من مائة صفحة).
10- مقدمة فى علوم القرآن.
11- السيف البتار على المدعى الخنفشار.
12- سورة الأعراف ، دراسة فى المجال اللغوى الدلالى.
13- مجمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
14- قراءات فى علم أصول الفقه.
15- الفوائد المنتقاة من البداية والنهاية لابن كثير.
16- اللحظ والتأمل ، قراءة فى كتب المُحْدَثين.
17- الأجزاء (2-6) و (27-30) من كفاية القارى.
18- البدعة وخطورتها فى الدين والحياة.
19- قراءة القرآن وتدبره.
20- سيرة ابن حزم الظاهرى – رح – .
21- سيرة ابن تيمية – رح – .
22- منهجية قراءة السيرة وتاريخ الصحابة
23- شرح العقيدة القيروانية.
المشاريع العلمية
1- إعلام العصر بتراجم نبلاء أهل مصر ومن دخل مصر فى هذا العصر.
2- تحصيل المأمول بما يجب علمه من الأصول.
3- قنص الفرائد وتحرير الفوائد.
4- موسوعة الأسرة.
5- الردود المنجية على الدعاوى المخزية.
6- قراءة النص.
7- الأحاديث الثلاثيات العوالى فى الكتب العشرة ، وهو المسمى بـ "الثلاثيات العاليات فى دواوين السنة المشهورات".
8- تقريب كتاب "المؤانسة" للدينورى.
9- الاتباع وفقه التوحد { وإن تطيعوه تهتدوا }.
10- تدقيق النظر فى أحكام السفر.
11- إحكام الطِّلاوة ببيان أحكام سجود التلاوة.
12- عصر الليمون ، قراءة فى الواقع وتجاربه.
13- مواقع ووقائع ، دراسة رابطة بين الماضى والحاضر.
14- فقه المرض والمعالجين ، دراسة شرعية معاصرة جامعة.
15- فقه المعلم والتدريس ، دراسة شرعية معاصرة جامعة.
16- فقه العمل الوظيفى والحرفى ، دراسة شرعية معاصرة جامعة.
17- المختار الأمثل (جمع عيون التراث الأدبى).
18- قراءة فى أصول الفقه عند الشيعة الرافضة.
19- نظم الدرر (دراسة فى البحث والمنهج والتأصيل والتحقيق).
20- أهلية التكليف ، دراسة أصولية فقهية عقائدية.
21- أسماء الأعلام ، دراسة دلالية دينية اجتماعية.
22- إزالة الدَّغل عن حقيقة العمل.
23- المسافر ... سيرة وذكرى.




 رابط موقع الشيخ 


نحن دعوة سلفية لا ندعوا لحزبيّة
مقال لفضيلة الشيخ الدكتور /أحمد النقيب حفظه الله تعالي




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أحبتي في الله: أشهِدُ الله – سبحانه – أني أدينه – تعالى – بحبِّ كل مسلم موحّد، لا سيّما إذا كان مُتسنّنا، لا سيّما إذا كان على منهج السلف الصالح: عقيدة، وفهما، وسلوكا، وأخلاقا، لِمَ لا؟! والحقيقة المرّة الماثلة للأعيان أن الكلام ما أيسره! وأن الفعال ما أعسرها!
إننا نتبنّى مشروعا إسلاميا سلفيا خالصا، وعلى مدار عشرات السنين كان هذا المشروع تجربة تنضج وتلقّح حتى كاد أن يشبَّ على طوقه؛ وذلك قبل الأحداث بقليل!!
نعم، بمنهجنا السلفي المبارك الذي يُمثّله أصالة الدعوة السلفية: فكّرنا وأعددنا مركزا للدراسات، وأعددنا دراسات جدوى اقتصاديّة، وكان لها مُشاركات فعّالة في مجالات التربية والتعليم، والدراسات الاستراتيجيّة، والدراسات البيئيّة، وكان تفكيرنا مُتطوّرا بإنشاء مُستشفى بمدينة المنصورة، يُطبّق كافة الإجراءات المُتعلّقة بالجودة الطبيّة بالمواصفات العالمية، وبدأنا المشروع، ولكن حدث ما يطول ذِكْرُه ...
أولُ أكاديميّة سلفية كانت بالمنصورة سنة 1990م ودُرِّسَ العِلْمُ بالمنصورة، وتخرّجَ طُلّابٌ انتشروا في أصقاع كثيرة ... تبنّينا موقفا صلبا أننا بمنهجنا السلفي نُحبُّ كل المسلمين – لا سيّما المُتسننين – وإن وقعت المُخالفات، ننصح، وربما يكون النصح قوياً مُراً! لكن لا نُجرّح في أحد ولا نريد إسقاط أحد ...
إن ضمير الجمع هنا للدلالة على الدعوة لا الشخص، فليست الدعوة السلفية شخصا أو مكانا، بل هي منهج زكيٌ طاهر نقي مُبارك، لا تعرفُ حزبيةً بغيضة، ولا تعرف عصبية مؤسّسية طائفيّة، بل هي لعموم المسلمين، بهذا المفهوم أنكرنا – من أهل العلم وطلبته – هذه الممارسات الحزبية التي ستؤصّل لمعانٍ نحن ننكرها أصالة في منهجنا، كـــ: الحزبية – العصبية الحزبية والمشيخيّة – التخوّض في مال الله سبحانه – الكلام في الدين بالظنون والأوهام – ...
وحذّرنا من مغبة سلوك هذا الطريق – رغم فتاوى إخواننا من المشايخ، ونحن نقدّرهم ونعرفُ حرمتهم، إلّا أنها لا تغيّرُ من شعائر الحق شيئا – فاحتجوا علينا: (أنتركُ البلد للعلمانيين يُفسدونها ويُخربُونها؟! لا بُدَّ للإسلاميين من مُزاحمة العلمانيين للحفاظ على هويّة مصر وعدم العبث بهويّة البلاد!!)، فكان جوابُنا: إن كُنتم صادقين في ذلك، فإن دخولكم سيكون مُزاحمة للإخوان لا للعلمانيين.
ردُّوا فقالوا: (لن نزاحم الإخوان بل سننسِّقُ معهم)، وبعضهم قال: (لا نزاحم، بل ننافس!!!)، قلنا: هذا وهم، وإذا نُصبت خيمة الانتخابات لن نجد إلّا مُزاحمة الإخوان، وَهُمْ مُسلمون أيضا ويُريدون مُزاحمة العلمانيين والحفاظ على هويّة مصر، وخلافه ...
قالوا: (سنمارس وننسّق ...)، وعندها قُلنا: هذا كلام غير دقيق! والمُزاحمة لن تكون بين الإسلاميين والعلمانيين، بل ستكون بين الإسلاميين الإخوان، والإسلاميين السلفيين، وحرصا على سلامة المنهج وألّا تكون المُزاحمة بين الإسلاميين – وعندها يفرح المُنافقون والمُبغِضون لدين الله، وعندها ربما يقلُّ نصيبنا في أرض الواقع – رأينا أن لا نمارس اللعبة أصلا بناء على أصول منهج الدعوة السلفية، ومن رأى من عامّة المسلمين أو ممن تأثّرَ بفتاوى مُزاحمة العلمانيين: فليَضع صوته للأجدر والأشدّ تمكّنا وخبرة من أهل السبق والتنازل من الإسلاميين في هذا المجال، وهذا هو رأيُ شيخِنا الألبانيّ – عليه رحمة الله تعالى –.
إذا: فهذه النتيجة إلزاميّة، ليست إقراريّة! كما أنها ليست مُسلّمة! بل هي نتيجة، ثمّ هي من باب الإلزام عند النقاش والجدل، أمّا الأصل: فهو ما أشرنا إليه قبل كلمات.
نقرّرُ بوضوح: إننا لسنا في حزب، ولسنا ندعوا إلى حزب، ولا نعترف بالديمقراطية: لا حقيقة، ولا آلات، ولا أدوات، ولا أجزاء، كما أننا ندعو إخواننا من طلبة العلم بألّا ينخرطوا في هذا المُستنقع، وعليهم بتربية الأمة ونفعها، عليهم بمنهج التصفية والتحلية، عليهم بمنهج النبي – صلى الله عليه وسلم –.
ومن هنا: فكل من زعم أننا ندعوا إلى حزب أو اتجاه مُعيّن فهو عند الله من الكاذبين، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولإخواني ولجميع المُسلمين، وصلى الله وسلّم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

نحن دعوة سلفية لا ندعوا لحزبيّة مقال لفضيلة الشيخ الدكتور /أحمد النقيب حفظه الله تعالي

نحن دعوة سلفية لا ندعوا لحزبيّة
مقال لفضيلة الشيخ الدكتور /أحمد النقيب حفظه الله تعالي




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أحبتي في الله: أشهِدُ الله – سبحانه – أني أدينه – تعالى – بحبِّ كل مسلم موحّد، لا سيّما إذا كان مُتسنّنا، لا سيّما إذا كان على منهج السلف الصالح: عقيدة، وفهما، وسلوكا، وأخلاقا، لِمَ لا؟! والحقيقة المرّة الماثلة للأعيان أن الكلام ما أيسره! وأن الفعال ما أعسرها!
إننا نتبنّى مشروعا إسلاميا سلفيا خالصا، وعلى مدار عشرات السنين كان هذا المشروع تجربة تنضج وتلقّح حتى كاد أن يشبَّ على طوقه؛ وذلك قبل الأحداث بقليل!!
نعم، بمنهجنا السلفي المبارك الذي يُمثّله أصالة الدعوة السلفية: فكّرنا وأعددنا مركزا للدراسات، وأعددنا دراسات جدوى اقتصاديّة، وكان لها مُشاركات فعّالة في مجالات التربية والتعليم، والدراسات الاستراتيجيّة، والدراسات البيئيّة، وكان تفكيرنا مُتطوّرا بإنشاء مُستشفى بمدينة المنصورة، يُطبّق كافة الإجراءات المُتعلّقة بالجودة الطبيّة بالمواصفات العالمية، وبدأنا المشروع، ولكن حدث ما يطول ذِكْرُه ...
أولُ أكاديميّة سلفية كانت بالمنصورة سنة 1990م ودُرِّسَ العِلْمُ بالمنصورة، وتخرّجَ طُلّابٌ انتشروا في أصقاع كثيرة ... تبنّينا موقفا صلبا أننا بمنهجنا السلفي نُحبُّ كل المسلمين – لا سيّما المُتسننين – وإن وقعت المُخالفات، ننصح، وربما يكون النصح قوياً مُراً! لكن لا نُجرّح في أحد ولا نريد إسقاط أحد ...
إن ضمير الجمع هنا للدلالة على الدعوة لا الشخص، فليست الدعوة السلفية شخصا أو مكانا، بل هي منهج زكيٌ طاهر نقي مُبارك، لا تعرفُ حزبيةً بغيضة، ولا تعرف عصبية مؤسّسية طائفيّة، بل هي لعموم المسلمين، بهذا المفهوم أنكرنا – من أهل العلم وطلبته – هذه الممارسات الحزبية التي ستؤصّل لمعانٍ نحن ننكرها أصالة في منهجنا، كـــ: الحزبية – العصبية الحزبية والمشيخيّة – التخوّض في مال الله سبحانه – الكلام في الدين بالظنون والأوهام – ...
وحذّرنا من مغبة سلوك هذا الطريق – رغم فتاوى إخواننا من المشايخ، ونحن نقدّرهم ونعرفُ حرمتهم، إلّا أنها لا تغيّرُ من شعائر الحق شيئا – فاحتجوا علينا: (أنتركُ البلد للعلمانيين يُفسدونها ويُخربُونها؟! لا بُدَّ للإسلاميين من مُزاحمة العلمانيين للحفاظ على هويّة مصر وعدم العبث بهويّة البلاد!!)، فكان جوابُنا: إن كُنتم صادقين في ذلك، فإن دخولكم سيكون مُزاحمة للإخوان لا للعلمانيين.
ردُّوا فقالوا: (لن نزاحم الإخوان بل سننسِّقُ معهم)، وبعضهم قال: (لا نزاحم، بل ننافس!!!)، قلنا: هذا وهم، وإذا نُصبت خيمة الانتخابات لن نجد إلّا مُزاحمة الإخوان، وَهُمْ مُسلمون أيضا ويُريدون مُزاحمة العلمانيين والحفاظ على هويّة مصر، وخلافه ...
قالوا: (سنمارس وننسّق ...)، وعندها قُلنا: هذا كلام غير دقيق! والمُزاحمة لن تكون بين الإسلاميين والعلمانيين، بل ستكون بين الإسلاميين الإخوان، والإسلاميين السلفيين، وحرصا على سلامة المنهج وألّا تكون المُزاحمة بين الإسلاميين – وعندها يفرح المُنافقون والمُبغِضون لدين الله، وعندها ربما يقلُّ نصيبنا في أرض الواقع – رأينا أن لا نمارس اللعبة أصلا بناء على أصول منهج الدعوة السلفية، ومن رأى من عامّة المسلمين أو ممن تأثّرَ بفتاوى مُزاحمة العلمانيين: فليَضع صوته للأجدر والأشدّ تمكّنا وخبرة من أهل السبق والتنازل من الإسلاميين في هذا المجال، وهذا هو رأيُ شيخِنا الألبانيّ – عليه رحمة الله تعالى –.
إذا: فهذه النتيجة إلزاميّة، ليست إقراريّة! كما أنها ليست مُسلّمة! بل هي نتيجة، ثمّ هي من باب الإلزام عند النقاش والجدل، أمّا الأصل: فهو ما أشرنا إليه قبل كلمات.
نقرّرُ بوضوح: إننا لسنا في حزب، ولسنا ندعوا إلى حزب، ولا نعترف بالديمقراطية: لا حقيقة، ولا آلات، ولا أدوات، ولا أجزاء، كما أننا ندعو إخواننا من طلبة العلم بألّا ينخرطوا في هذا المُستنقع، وعليهم بتربية الأمة ونفعها، عليهم بمنهج التصفية والتحلية، عليهم بمنهج النبي – صلى الله عليه وسلم –.
ومن هنا: فكل من زعم أننا ندعوا إلى حزب أو اتجاه مُعيّن فهو عند الله من الكاذبين، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولإخواني ولجميع المُسلمين، وصلى الله وسلّم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.

بلغ الشيب منك واتيتنا مفلساً



فهذا مقطع فيديو رائع
بلغ الشيب منك واتيتنا مفلساً
لفضيلة الشيخ العلامة المحدث / ابي اسحاق الحويني . حفظه الله تعالي











بلغ الشيب منك واتيتنا مفلساً - مقطع رائع للشيخ الحويني

بلغ الشيب منك واتيتنا مفلساً



فهذا مقطع فيديو رائع
بلغ الشيب منك واتيتنا مفلساً
لفضيلة الشيخ العلامة المحدث / ابي اسحاق الحويني . حفظه الله تعالي












الي من يحتجون ببعض الفتاوي لبعض علماء المملكة في عدم العذر بالجهل في امور التوحيد دون مراعاة لاختلاف احوال الدعوة بيننا هنا في مصر وبين المملكة

الي هؤلاء اقدم لكم هذا الكلام للشيخ الدكتور / احمد فريد حفظه الله تعالي 
يقول الشيخ
( سألت الشيخ / صالح آل الشيخ وهو وزير الاوقاف الان كيف تأتي الفتاوي من السعودية بعدم العذر ؟
فقال : كانوا يعذرون قبل أن تقوم الحجة علي الناس ويستفيض العلم بالتوحيد فلما استفاض العلم بالتوحيد صاروا لا يعذرون في التوحيد .قال الشيخ احمد فريد : وطبعا هناك فرق بين ديارنا وديارهم وأين نحن في دارنا من مثل ذلك ، وقد لبس كثير من العلماء علي الناس دينهم وزينوا لهم الشرك وأتوا عليه من البراهين التي تبرر وقوعهم في الحنث العظيم . فإلي الله المشتكي وبه المستعان وبه المستغاث ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم أهـ
قلت : فأنظر رحمك الله كيف علق الشيخ امر العذر من عدمه علي استفاضة العلم عندهم وقيام الحجة علي الناس 
والسؤال الان
 هل استفاض العلم بالتوحيد في ديارنا كما استفاض في ديارهم ؟
والجواب لا طبعا لم يستفض العلم بالتوحيد عندنا بل الامر علي العكس تماما بل ان العلماء الموثوق بهم عند العوام والذين يتقلدون ارفع المناصب الدينية في هذا البلد اكثرهم من الصوفية بل من غلاة الصوفية وقد قاموا بدورهم بالتلبيس علي الناس في كثير من امور التوحيد في الوقت الذي ينسب فيه اهل السنة وعلمائها بالتشدد والرجعية واغلبهم لا يصل صوتهم الا الي فئة قليلة من المسلمين 
فهل بعد هذا التوضيح يحق لمستدل ان يستدل بفتاوي بعض علماء المملكة في عدم العذر بالجهل 
هذا والله اعلم ورد العلم اليه اسلم 
لتحميل المقطع الصوتي اضغط علي الايقونة

الي من يحتجون ببعض الفتاوي لبعض علماء المملكة في عدم العذر بالجهل


الي من يحتجون ببعض الفتاوي لبعض علماء المملكة في عدم العذر بالجهل في امور التوحيد دون مراعاة لاختلاف احوال الدعوة بيننا هنا في مصر وبين المملكة

الي هؤلاء اقدم لكم هذا الكلام للشيخ الدكتور / احمد فريد حفظه الله تعالي 
يقول الشيخ
( سألت الشيخ / صالح آل الشيخ وهو وزير الاوقاف الان كيف تأتي الفتاوي من السعودية بعدم العذر ؟
فقال : كانوا يعذرون قبل أن تقوم الحجة علي الناس ويستفيض العلم بالتوحيد فلما استفاض العلم بالتوحيد صاروا لا يعذرون في التوحيد .قال الشيخ احمد فريد : وطبعا هناك فرق بين ديارنا وديارهم وأين نحن في دارنا من مثل ذلك ، وقد لبس كثير من العلماء علي الناس دينهم وزينوا لهم الشرك وأتوا عليه من البراهين التي تبرر وقوعهم في الحنث العظيم . فإلي الله المشتكي وبه المستعان وبه المستغاث ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم أهـ
قلت : فأنظر رحمك الله كيف علق الشيخ امر العذر من عدمه علي استفاضة العلم عندهم وقيام الحجة علي الناس 
والسؤال الان
 هل استفاض العلم بالتوحيد في ديارنا كما استفاض في ديارهم ؟
والجواب لا طبعا لم يستفض العلم بالتوحيد عندنا بل الامر علي العكس تماما بل ان العلماء الموثوق بهم عند العوام والذين يتقلدون ارفع المناصب الدينية في هذا البلد اكثرهم من الصوفية بل من غلاة الصوفية وقد قاموا بدورهم بالتلبيس علي الناس في كثير من امور التوحيد في الوقت الذي ينسب فيه اهل السنة وعلمائها بالتشدد والرجعية واغلبهم لا يصل صوتهم الا الي فئة قليلة من المسلمين 
فهل بعد هذا التوضيح يحق لمستدل ان يستدل بفتاوي بعض علماء المملكة في عدم العذر بالجهل 
هذا والله اعلم ورد العلم اليه اسلم 
لتحميل المقطع الصوتي اضغط علي الايقونة